خلاف حاد بين المليارديرين بيزوس وماسك حول الأقمار الصناعية
النزاع المعروض ضمن ملفات مطولة على لجنة الاتصالات الفيدرالية، ليس بالأمر الجديد. لكن هذه المرة،
أحالت أمازون التي أسسها الملياردير جيف بيزوس، مسؤولي لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) إلى قائمة
مشاكل ماسك السابقة مع المنظمين الآخرين، مما زاد من محاولتها الأكثر عدوانية حتى الآن لفرض تراجع
عن الجدول الزمني السريع لشركة SpaceX الرامية لنشر أقمارها الصناعية ذات النطاق العريض.
حاول أن تجعل شركة يقودها ماسك تلتزم بالقواعد؟ هذا ما تساءلت عنه أمازون في ملفها،
وأضافت: “إنك محطم بشكل أساسي”، في إشارة إلى الوقت الذي اشتكى فيه ماسك من أن الهيكل التنظيمي
لإدارة الطيران الفيدرالية أبطأ عمليات سبيس إكس.
وتابعت هجومها قائلة: “حاول أن تجعل شركة يقودها ماسك تلتزم بقواعد الصحة والسلامة؟.. ستوصف وقتها
بأنك “غير منتخب وجاهل”، في إشارة إلى انتقاد ماسك للمسؤولين الذين سعوا لإغلاق المصانع للحد من انتشار
فيروس كورونا، وفق ما نقله موقع The Verge المتخصص.
المرحلة التجريبية
تعود هذه المعركة الخاصة إلى وقت سابق من هذا العام، عندما اقترحت SpaceX تحديثًا لشبكة Starlink الخاصة بها،
وهي عبارة عن كوكبة ضخمة من الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض مصممة لإرسال الإنترنت عريض النطاق
إلى المناطق الريفية التي تملك وصولاً محدوداً لخدمات الإنترنت أو تنعدم فيها الخدمة كلياً.
ولدى SpaceX أكثر من 1700 قمر صناعي في المدار حتى الآن، مع حوالي 100000 عميل يستخدمون خدمات الإنترنت
في مرحلة تجريبية.
في المقابل، تخطط أمازون لشبكة أقمار صناعية مماثلة تسمى Kuiper بها أكثر من 3000 قمر صناعي، لكنها لم تكشف
عن خطط إنتاج أو تطلق أي أقمار صناعية إلى الفضاء حتى الآن.
في الشهر الماضي، قدمت شركة SpaceX طلبًا لتعديل اقتراحها إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية FCC، حيث طلبت من
اللجنة الموافقة على خطتين لنشر أقمار Starlink الصناعية في المستقبل.
قال ملف الشركة، إن “سبيس إكس لن تنفذ سوى واحدة من الخطتين، ويعتمد قرارها بشكل أساسي على مدى
سرعة الجيل القادم من أقمار ستارلينك الصناعية للإطلاق، ومتى سيكون صاروخ Starship جاهزًا لبدء إطلاق
أقمار ستارلينك الصناعية”.
ومنذ عام 2019، استخدمت سبيس إكس صواريخها فالكون 9 لإطلاق العشرات من بعثات ستارلينك الفضائية
المخصصة إلى الفضاء. لكن Starship، وهو صاروخ أكبر بكثير لا يزال قيد التطوير، وسيرسل الأقمار الصناعية
بسرعة أكبر في مداره المستهدف، كما تقول SpaceX.
الاتصالات الفيدرالية
أما أمازون فتقول إن استراتيجية سبيس إكس لاقتراح خطتين حصريتين تتعارض مع السابقة، و”تتطلب جهدًا كبيرًا”
من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية والشركات الأخرى للتدقيق.
وردت شركة سبيس إكس في ملف آخر: “تُمعِن أمازون في السذاجة من خلال الإشارة إلى الافتقار للموارد
اللازمة لتحليل تطبيق سبيس إكس، لا سيما بالنظر إلى أن أمازون تجلب بشكل روتيني ما يصل إلى ستة
من أعضاء جماعات الضغط والمحامين إلى اجتماعاتها العديدة مع اللجنة حول سبيس إكس”.
أقرت أمازون، في أحدث ملف لها، بأنها “في وضع جيد” لتقييم العروض، لكنها أضافت أن “هذا العبء قد يثقل
كاهل الشركات الأخرى التي علقت على خطة SpaceX”.+
ويتم تخصيص وقت للشركات لتحليل الخطط المقترحة من قبل شركات أخرى، ومعارضتها في حال وجود فرصة لتأثيرها على عملياتها.