ردًا على تصريحات السيسي.. إثيوبيا تعلن استئناف المفاوضات حول سد النهضة خلال أيام

74

 

أعلن وزير الري في إثيوبيا، سيلشي بيكيلي، أن المفاوضات الثلاثية مع مصر والسودان حول
سد النهضة من المقرر استئنافها في الأيام المقبلة تحت قيادة الاتحاد الأفريقي، موضحا أن أديس
أبابا ملتزمة باستخدام عادل ومنصف لموارد نهر النيل دون إلحاق الضرر بدولتي المصب.

وكتب بيكيلي في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع تويتر: “من المتوقع استئناف المناقشات
الثلاثية حول سد النهضة خلال نهاية الأسبوع بقيادة الاتحاد الأفريقي”، مضيفا أن ذلك سيكون بحضور
خبراء ومراقبون من الاتحاد بجانب خبراء من الدول الثلاث أيضا.

وأوضح أيضا أن إثيوبيا ملتزمة دائما باستخدام عادل ومنصف لموارد نهر النيل دون إلحاق الضرر بدولتي
المصب مصر والسودان.

وفي ظل تعثر المفاوضات، اقترحت السودان وأيدتها مصر، وساطة رباعية للمفاوضات تشمل الولايات
المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بجانب الاتحاد الأفريقي، وهو ما ترفضه أديس أبابا.

الجدير ذكره أن الملء الثاني لسد النهضة الذي تعتزم إثيوبيا البدء فيه سيسبب أضرارًا كبيرة، غير قابلة
للاحتمال، بل قد يسبب خطورة أكبر على جسم السد ما يهدد بانهياره، وبالتالي إغراق مساحات كبيرة
من السودان وإثيوبيا بحد ذاتها.

فقد أكد عبدالفتاح مطاع، الرئيس الأسبق لقطاع مياه النيل بوزارة الموارد المائية المصرية ومستشار
وزير الري الأسبق لـ”العربية.نت”، أن البلدين مصر والسودان عندما وقعتا على اتفاق المبادئ مع
إثيوبيا كان المقصود أن هناك نية مشتركة لاستفادة إثيوبيا من السد في توليد الكهرباء، شرط أن
يكون هناك اتفاق قانوني ملزم بعمليات الملء والتشغيل لكن إثيوبيا واصلت تعنتها، وقامت بالملء
الأول، ثم تخطط للملء الثاني، بعيداً عن موافقة البلدين أو التنسيق معهما، وما حدث العام الماضي
في الملء الأول، لا يمكن مقارنته بما يمكن أن يحدث في الملء الثاني.

كما أضاف أن السودان تعرض لفيضانات كبيرة العام الماضي، وشهد أزمة في توليد الكهرباء من سد
الروصيرص، بسبب قيام أديس أبابا منفردة بالملء الأول، ما يعقد الوضع في الملء الثاني.

إلى ذلك، كشف أن عملية الملء الثاني للسد تحتاج إلى .13.5 مليار متر مكعب من المياه، وفي حال
بدأت إثيوبيا في تخزين تلك الكمية كما هو متوقع اعتبارا من يوليو القادم دون اتفاق وتنسيق مع
السودان ومصر، فإن السدود السودانية ستتأثر، وتتعرض البلاد لمخاطر عديدة في الكهرباء والزراعة،
مشيرا إلى ضرورة تنسيق أديس أبابا مع الخرطوم وإخطارها يوميا ببيانات عملية الملء، لكي تتمكن
من اتخاذ احتياطاتها وتدابيرها لمواجهة الأزمات المتوقعة من الملء الثاني.

وقال إن البنية الإنشائية للسد الإثيوبي حاليا، أو لو تم إكمالها خلال الأشهر القليلة المقبلة، وقبل
بدء الملء لن تتحمل الكمية الكبيرة من المياه المخزنة، وهي 5 مليارات متر مكعب من الملء
الأول و13 مليارا في الملء الثاني، ما قد يعرضه للانهيار، وبالتالي ستتعرض معه السودان للغرق
والفيضانات والسيول العارمة.