رمزى_سليم يكتب: مصر والإمارات .. تنسيق تام من أجل القضية الفلسطينية
حينما يكون الحديث عن القضية الفلسطينية ، تلك القضية المحورية فى المنطقة العربيةفإنه لايمكن بأى حال من الاحوال تجاهل دور مصر ومواقفها التاريخية التى تفوح بعلقالنضال دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطينى وحل القضية التى دفعت من أجلها القاهرة الثمن غالياً وذلك فى حروبها الكثيرة مع الكيان الصهيونى منذ حرب ٤٨ مروراً بحربى٥٦ و٦٧ وصولاً الى انتصار أكتوبر ٧٣ .. حيث لا بخفى على أحد أن مصر تكبدت فىهذه الحروب خسائر جسيمة فى الارواح ورغم ذلك فهى لم تكن تنظر إلا نحو تحقيق هدف واحد وهو الوصول الى حل عادل للقضية الفلسطينية.فضلاً عن ذلك فإن مصر قدفعلت ذلك نطلاقاً من قناعة تامة بأنها دولة تدعو للبناء والتنمية والعيش الكريم وتتعامل بشرف مع دول لها مؤسسات تحترم المواثيق ولا تتعامل مع عصابات تهدم وتخرب وتبث الفزع في النفوس .
لذا فقد كانت القاهرة وما تزال بل وستظل بمثابة حجر الزاوية ورمانة الميزان فى السعي نحو حل عادل وحقيقى للقضية الفلسطينية .. فها هى مصر تنجح اخيراً فى وقف اطلاقالنار فى غزة ليس هذا وحسب بل وتخصص أيضاً نصف مليار دولار فى شكل مبادرة منأجل إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد هذه الضربات الإسرائيلية الأخيرة غير المتكافئة وتزامناً لهذا القرار قررت أيضاً تخصيص 3 مستشفيات لاستقبال وعلاج جرحى من غزة.
وحتى نضع النقاط فوق الحروف فإنه لزاماً علينا القول أن هذا ليس جديداً على مصر صاحبة الدور العربي الأبرز فى القضية الفلسطينية بصفة عامة وعلى غزة بشكل خاص، وإن كان التحرك المصري هذه المرة تم في عدة اتجاهات وعلى عدة مستويات بداية من التحرك نحو أوروبا ومرورا بالتنسيق والتشاور مع الأشقاء العرب وأخيرا فى تلك التحركات الدبلوماسية والتنسيق مع واشنطن وهى التحركات التى تكللت بنجاح مصرفى قرار وقف إطلاق النار.
واللافت للنظر أنه منذ إعلان فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى عن هذه القرارات المهمة بشأن غزة والفلسطينيين لم تتوقف ردود الافعال العالمية المفعمة بعبارات الإشادة بالموقف المصرى وقد بلغت هذه الإشادات ذروتها باتصال الرئيس الامريكى جو بايدن بالرئيس السيسى وذلك فى دلالة قوية على تقدير العالم لما قامت وتقوم به مصر من أجل الشعبالفلسطينى .وهو ما يدفعنى للقول وبكل صراحة أن مصر اليوم غير مصر بالأمس فقد تجسد هذا بشكل واضح وضوح الشمس في القيادة الطموحة الحريصة كل الحرص على إنهاء هذا الصراع فى اسرع وقت والبدء في التنمية والبناء من اجل الموطن الغزاوي في المقام الاول لأن هذا المواطن من حقه العيش الكريم والحق في الحياة .
ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن ينكر أحد حقيقة مؤكدة أيضاً وهى ان مصر اليوم وتحت قيادة الرئيس السيسي استطاعت بث ثقافة الامل لدى المواطن الفلسطيني ، الامل في العيش الكريم والأمل في حق الحياة وهو احد اهم مبادئ حقوق الانسان . فقداستطاعت الادارة المصرية ان تنتهج سياسة اكثر جرأة في حل الصراع يتمثل في انه من الوهلة الاولى وتحت القصف تم إيفاد وفد رسمي امني للتنسيق مع الفصائل على الارض للوصول لحل سريع لوقف الخروقات الأمنية واستعادة الهدوء والحفاظ على الأسر و العائلات القاطنة القطاع.
والحق يقال فإنه حينما نتحدث عن تلك القضية التى اثقلت كاهل الأمة العربية بالكامل فإنه من الضرورى القاء الضوء على دور دولة الإمارات العربية المتحدة فى دعم القضيةالفلسطينية فالإمارات لم تتخل عن غزة خلال عدوان 2008 ولا عدوان 2014 وقدمت دعمها مباشرة للمتضررين فقد ساهمت مع المنظمات الدولية في دعم اللاجئين، وها هى الآن تقوم بدور كبير في دعم القطاع الصحي بغزة لتجاوز آثار محنة كورونا حيث أنها دعمت بالفعل هذا القطاع بأجهزة ومعدات مهمة فضلا عن مشاريع إغاثية انسانية ما تزالت ضعها فى صدارة اهتماماتها.
كما لم تتوقف دولة الإمارات عن دعم غزة وسكانها سياسيا واقتصاديا وإنسانيا جنباًالى جنب الشقيقة الكبرى مصر وهى استراتيجية واضحة وصريحة تنتهجها القيادةالسياسية فى البلدين الشقيقين .
حفظ الله القيادة السياسية فى مصر والإمارات ومنحهما القدرة على مواصلة دورهماالانسانى والسياسى الداعم للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية وكلل جهودهما بالنجاح فى الوصول الى حل مشروع وعادل يحافظ على حقوق الشعب الفلسطينى.