روسيا تهدد بتوقيف “أليكسي نافالني” في حال عودته إلى البلاد

17

قالت السلطات الروسية أنها ستقوم بتوقيف المعارض أليكسي نافالني في حال عودته إلى بلاده الأحد، وفق ما أعلنت إدارة السجون الروسية الخميس. من جهته اعتبر نافلني الذي تعرض لتسميم مفترض التهديدات بمثابة ترهيب مصدره الكرملين.

أعلنت إدارة السجون الروسية الخميس أنها تعتزم توقيف أليكسي نافالني في حال عودته إلى روسيا الأحد، واتهمته بانتهاك شروط الاستفادة من وقف تنفيذ حكم بالسجن صدر بحقه قبل أعوام.

من جانبه أدان المعارض ما اعتبره محاولات ترهيب مصدرها الكرملين. ونافالني العدو اللدود للسلطات الروسية موجود في ألمانيا منذ آب/أغسطس، وكان قد نقل إليها للعلاج إثر دخوله في غيبوبة أثناء عودته من رحلة إلى سيبيريا نتيجة تعرضه لتسميم مفترض.

بالرغم من تهديدات إدارة السجون الروسية التي تؤكد أنه مطلوب منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر ومن المحتمل أن يتم سجنه، أعلن الأربعاء نيته العودة إلى روسيا الأحد.

وتضمن بيان الإدارة الخميس أن “المصلحة الفدرالية للسجون الروسية مجبرة على اتخاذ كل التدابير الضرورية لتوقيف المخالف أليكسي نافالني في انتظار قرار من المحكمة حول إبدال عقوبته بالسجن مع وقف التنفيذ إلى السجن النافذ”.

ويشار إلى أن إدارة السجون تتهم المعارض البالغ 44 عاما بعدم الحضور أمام إدارات السجون الروسية مرتين كل شهر على غرار ما تنص عليه شروط وقف تنفيذ حكم بالسجن لثلاثة أعوام ونصف عام صدر في حقه عام 2014.

وأضافت مصلحة السجون أنها “تأخذ في الاعتبار” وجود نافالني لثلاثة أسابيع في غيبوبة بمستشفى في برلين، لكنها تؤكد أن المعارض لم يرد على استدعاء وجه إليه في 23 تشرين الأول/أكتوبر ولم “يُعلم إلا بعد شهر من التأخير” بوجوده في ألمانيا.

تحقيق في ادعائات بالاحتيال

وتابع بيان الإدارة أن “الخضوع لإجراءات علاج ليس عذرا لعدم الحضور” أمام إدارة الرقابة السجنية، وهو ما أدى إلى “وضعه على قائمة المطلوبين مع توجيهات باتخاذ تدابير لتوقيفه”.

واعتبر المعارض أن تلك التهديدات مناورات من السلطات الروسية لردعه عن العودة إلى البلاد. وصرّح الأربعاء في شريط فيديو أعلن فيه اعتزامه العودة، “إنهم يفعلون كل شيء لترهيبي وكل ما تبقى في جعبة بوتين هو وضع لافتة أمام الكرملين تقول ’أليكسي، من فضلك لا تعُد تحت أي ظرف من الظروف‘”.

أما رجل الأعمال يفغيني بريغوجين المعروف بقربه من الرئيس فلاديمير بوتين والذي رفع عدة قضايا في حق أليكسي نافالني ومنظمته في الأسابيع الأخيرة، فقد عبر عن ارتياحه لإعلان المعارض نيته العودة إلى روسيا.

وقال متوجها له في بيان أصدرته شركة تابعة له اتهمها المعارض في أشرطة فيديو بالفساد، “كن رجلا وعد إلى المنزل. أمض عقوبتك وستخرج مرتاح الضمير”.

وفتح كذلك تحقيق بشبهات احتيال في حق نافالني نهاية كانون الأول/ديسمبر، وتحديدا في إنفاق تبرعات بقيمة 356 مليون روبل (3,9 ملايين يورو) لأغراض شخصية.

وبقي نافالني عدة أسابيع في غيبوبة إثر وصوله إلى ألمانيا. وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى تعرضه لتسميم بمادة نوفيتشوك الكيميائية التي طورت في حقبة الاتحاد السوفياتي السابق.

ودعمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلك الخلاصة، على الرغم من إنكار روسيا المتكرر لها. ويؤكد المعارض أن أجهزة الاستخبارات الروسية سعت إلى اغتياله بأمر مباشر من بوتين.

وتتجاهل وسائل الإعلام الروسية نافالني غير الممثل في البرلمان والذي لا يحق له الترشح بسبب إدانته بتهمة التهرب الضريبي التي وصفها بأنها قرار سياسي، لكنه يمثل أبرز صوت معارض، ويعود ذلك بشكل كبير إلى قناته على موقع يوتيوب التي يتابعها 4,8 ملايين شخص