عيد الاستقلال الأمريكي.. قصة دولة عمرها 90 ألف يوم تحكم العالم

36

تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية بعيد الاستقلال عن الاحتلال البريطاني، يوم 4 يوليو من كل عام، عندما أعلنت نفسها كدولة مستقلة منذ 245 عاما.

الاحتفال باستقلال أمريكا يوافق 4 يوليو من كل عام، رغم أنه لم يكن اليوم الذي أعلن فيه الاستقلال عن بريطانيا العظمى، وهو يوم 2 يوليو 1776، ولا اليوم الذي بدأت فيه الثورة الأمريكية، فقد كان ذلك في أبريل 1775، كما أنه لم يكن اليوم الذي خط فيه توماس جيفرسون، الذي أصبح الرئيس الثالث للولايات المتحدة فيما بعد، المسودة الأولى لإعلان الاستقلال، فقد كان ذلك في يونيو 1776.

عيد استقلال أمريكا 

ويوم 4 يوليو الذي تم اعتماده رسميا، هو اليوم الذي وافق فيه الكونجرس القاري، الذي يضم ممثلي 13 عشر مستعمرة بريطانية، على الصياغة النهائية لإعلان الاستقلال، بعد مناقشات دامت يومين.

في المئة عام الأولى، لم يكن الأمريكيون يحتفلون بهذا اليوم، ولكن في عام 1870، أعلن الكونجرس لأول مرة يوم 4 يوليو مناسبة وطنية كجزء من مشروع قانون للاعتراف رسميًا بالعديد من العطلات.

إقرار البرلمان البريطاني 

بعد سنوات مضطربة، أقر فيها البرلمان البريطاني ضرائب وإجراءات تعسفية، اشتعل غضب الأمريكيين، وخاصة في مستعمرة ماساتشوستس في شرق القارة.

في فبراير 1775، اعتبرت بريطانيا ماساتشوستس مستعمرة في حالة تمرد، وفي أبريل من نفس العام، اندلعت المعارك الأولى في الثورة ضد القوات البريطانية بمدينة بوسطن، التي شارك فيها عدد قليل من المستعمرات، ولكن بحلول منتصف العام التالي، انضمت معظم المستعمرات للثورة.

ظهور جورج واشنطن 

ومع تسارع الأحداث، اجتمع ممثلو المستعمرات في الكونجرس، وكلفوا الجنرال المتقاعد جورج واشنطن بتشكيل جيش يمثل المستعمرات الثلاثة عشر، التي أصبحت فيما بعد الولايات المؤسسة للدولة.

الجيش الأمريكي الجديد حاصر بوسطن وطرد القوات البريطانية منها، كما اشتبك مع القوات البريطانية في مختلف أنحاء القارة من كندا شمالا إلى ساوث كارولينا جنوبا.

اجتمع الكونجرس القاري في مبنى ولاية بنلسفانيا، يوم 7 يونيو عام 1776، أصبحت تعرف بقاعة الاستقلال لاحقا، في فيلادلفيا، وقدم مندوب فرجينيا ريتشارد هنري لي، اقتراحًا يدعو إلى استقلال المستعمرات عن بريطانيا.

اللجنة الخماسية 

ثم أرجأ الكونجرس التصويت على قرار لي، لكنه عين لجنة من خمسة أعضاءهم: توماس جيفرسون من فيرجينيا، وجون آدامز من ماساتشوستس، وروجر شيرمان من ولاية كونيتيكت، وبنجامين فرانكلين من بنسلفانيا، وروبرت آر ليفينغستون من نيويورك، لصياغة بيان رسمي يبرر الاستقلال عن بريطانيا العظمى.

وفي 2 يوليو من نفس العام، صوت الكونجرس القاري لصالح قرار لي من أجل الاستقلال في تصويت شبه إجماعي. وفي الرابع من يوليو، اعتمد الكونجرس القاري رسميًا إعلان الاستقلال.

بعد نشر الإعلان خرج الأمريكيون في ولايات عدة وقطعوا لافتات وهدموا تماثيل تعبر عن السيادة البريطانية.

من جانبها، ردت بريطانيا بإصدار منشورات ترفض إعلان الاستقلال. واستمرت المعارك لمدة 5 سنوات بعد إعلان الاستقلال، تحالف فيها الأمريكيون مع فرنسا وإسبانيا والقبائل السكان الأصليين، وتغلبوا على البريطانيين في الشمال قبل أن تتركز المعارك في الجنوب.

وفي أكتوبر 1781، حقق الأمريكيون الانتصار في آخر المعارك في يوركتاون بولاية فيرجينا. بعد عامين على هذا الانتصار، في 3 سبتمبر 1783، وقعت بريطانيا والولايات المتحدة اتفاقية سلام في باريس، اعترفت فيها بريطانيا بالاستقلال الأمريكى.

والان بعد حوالى 90 ألف يوم من استقلال دولة اكتشفها الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس، أصبحت خلال هذه الأيام القليلة من عمرها مقارنة بدول حضارية التحكم فى مفاصل العالم بالعلم والمعلومات، وتدير أنظمة الحكم من المكتب البيضاوي فى البيت الأبيض.