متحف “أنيماليا” ثقافة النوبة العالمية الحديثة

أنشأه زوجان مصريان في اسوان

447
تقرير: خالد العـوامـري

 

رجل وزوجته يحولان منزلهما إلي متحف عالمي بأسوان

 

أسوان تحتفل باليوم العالمى للسياحة والمحافظ: الإحتفال رسالة ترحيب بالسائحين لزيارة أسوان من مختلف أنحاء العالم

مواطن مصري نوبي يحول منزله لمتحف عالمي يحكي تاريخ وتراث النوبة القديم بما فيها الحيوانات المحنطة وكافة الصور والمقتنيات التي تروي تاريخ وعادات النوبيين قديما جنوب مصر، حيث سعي المرشد السياحي محمد صبحي هو وزوجته للحفاظ علي تراث النوبة وقام بتحويل منزله لمتحف عالمي، مستغلاً دراستة وشغله بالإرشاد السياحي واجادتة للغه الإتجليزية والأسبانية، فقصة الحب والكفاح التي جمعت بينه وبين زوجته هي التى كانت سببا فى الفكرة وأصبح منزلهما أصغر متحف فى العالم غير حكومى يروج للسياحة المصرية فى بلاد النوبة.

ويقول صاحب متحف أنيماليا، أنه بدأ بالعمل فى الإرشاد السياحى عمرة 40 عاماً، وعمل بالعديد من الاماكن السياحية المختلفة ما بين الفنادق والمطاعم والبواخر وغيرها، متفاجئاً بعدد كبير من المرشدين السياحيين القادمين من القاهرة ومحافظات الوجه البحرى يتحدثون للأجانب عن النوبة بمفاهيم مغلوطة بعيدة عن الواقع الحقيقى للنوبيين، ومنها على سبيل المثال أن الرجل النوبى يعتاد الزواج من 4 نساء كدليل على القوة مثلاً، فكنت لا أستطيع أن أوضح لكل المرشدين تاريخ النوبة، فمن هنا جاءت الفكرة لدى فى عمل شىء للتعريف بعادات وتقاليد النوبة، حتى أشارت زوجتى لى بفكرة إنشاء متحف نوبى بسيط داخل منزلنا، يختلف عن فكرة البيوت النوبية المنتشرة فى مدينة أسوان، ويستضيف عددا من السائحين”.

 


ويقول صاحب المتحف ان زوجته كانت تعمل بيدها على تحنيط بعض الأسماك وصناعة الزخارف النوبية القديمة، وجاء سبب اختيار اسم “أنيماليا” للمتحف هو ما يحويه المتحف من مملكة حيوانية محنطة، تضم جميع الحيوانات والزواحف والحشرات التى تعيش فى بيئة النوبة القديمة، ويقع جميعها تحت مسمى مملكة كل الحيوانات kingdom of animalia ، وهى كلمة باللغة اللاتينية، تصلح لجميع زوار المتحف من الجنسيات الأجنبية المختلفة،

ويقع المتحف فى جزيرة الفنتين غرب مدينة أسوان، وتضم مساحته نحو 200 متر مربع، ويشمل أقسام عدة منها “محنطات الطيور والزواحف والحيوانات والحشرات والأسماك، وصوراً تجسد رحلة تهجير النوبيين، وصخور جرانيتية أسوانية، وقسم بحيرة السد العالى وهو عبارة عن ديكور للبحيرة ومجموعة من الحيوانات بداخله، بجانب أقسام الزخارف ومعرض صور يجسد قصة تهجير النوبيين، وقسم مصور لدور المرأة فى النوبة، ومشغولات يدوية نوبية، وزخارف ورسومات إسلامية ومسيحية، ورسومات تعويذية على الجدران للاستعاذة من الجن، بجانب تمساح حقيقى.

بالإضافة إلي ذلك أن المتحف يضم فى الجزء الخارجى منه رسومات إسلامية لرحلات الحج والعمرة، بجانب رسومات للصليب المسيحى، بالإضافة إلى بعض الطلاسم الموجودة خارج غرف النوم والتى تحمى – فى المعتقد القديم – الرجل وزوجته من الربط والمس خلال اللقاء معاً، وتحمى الذرية من وساس الشياطين.

 

 

“أنيماليا” مملكة حيوانية محنطة تضم جميع أنواع الحيوانات والزواحف والحشرات التى تعيش بالنوبة القديمة

 

ويكمل “صبحي” أنه قطع رحلة شاقة لجمع مكونات المتحف، سواء ما حصل عليه من محنطات لحيوانات من سوق الجمعة بالإمام الشافعى فى منطقة السيدة عائشة بالقاهرة، أو ما حصل عليه من حشرات سامة كـ”الطريشة” و”الورن” و”ثعبان الأرقم” بمدينة أبو سمبل جنوب أسوان، وأيضاً ما حصل عليه من المتحف الجيولوجى بالقاهرة، حيث اصطحب معه إلى أسوان أكثر من 40 نوعاً من الصخور مزودة بمعلومات عنها، وصنع بها قسم الصحراء فى الجنوب وأسوان، مؤكدا أنه بدأ فى هذا العام خلال عام 2004، وفتح المتحف أمام الجمهور فى عام 2006، ولا يزال يضيف للمتحف ويطوره حتى اليوم.

ويعتبر أول ظهور للمتحف أمام الجمهور كان فى عام 2006، عندما أتى إلى المتحف سائحاً مجرياً، وأثناء زيارته يقول صاحب المتحف”، سألنى عن تبعية هذا المتحف للحكومة، فعندما أجبته بأنه منزله الخاص وزوجته، ذهل السائح المجرى، ووعده بأن يدخل هذا المتحف على خارطة السياحة المجرية إلى مصر فى العام المقبل، من خلال طباعة كتب عن خارطة السياحة داخل مصر، وبالفعل نفذ هذا السائح وعده عندما حضر إلى مكان فى العام التالى شاباً أجنبياً وصديقته ويمسكان فى يديهما كتاباً وينظران إلى الصورة فى الكتاب وإلى الموقع الحالى”.

ويستكمل صبحي قصة متحفه قائلاً “بدأت الحركة السياحة تدب فى المتحف، وتنوعت الجنسيات الأجنبية الزائرة للمتحف، ومع كل جنسية كانت هناك المقترحات على وضع المتحف على خارطة السياحة العالمية فى المواقع المهمة داخل مدينة أسوان، واحتفظت بنسخ من هذه الكتب والصحف، ومنها كتاب “لول بلانت” الإنجليزى فى عام 2010، وحديث صحفى لسائح ألمانى، ومن أشهر هذه الأعمال ما جاء فى الصحيفة الفرنسية “جيو ستوار”، والتى خصصت طبعة كاملة للمواقع السياحية فى مصر من مدينة الإسكندرية شمالاً وحتى مدينة أبو سمبل جنوباً خلال عام 2009، وأشارت على الخارطة بأهمية زيارة متحف أنيماليا فى جزيرة الفنتين فى أسوان ضمن المناطق التى لا تفوتك زيارتها، وكتبت بأن من يريد معرفة معلومات عن بلاد النوبة فهناك ثلاثة أماكن وهى متحف النوبة ومتحف صغير على جزيرة الفنتين ومنزل فكرى الكاشف فى أبو سمبل”.

 

وحصل المتحف على الترتيب رقم 11 فى أهم المزارات السياحية والأثرية زيارة بأسوان، حسب ما ورد فى الموقع الشهير Tripadvisor، متقدماً على الكثير من المواقع الأثرية والسياحية داخل محافظة أسوان”.

وظل صاحب المتحف يطور ويضيف للمتحف منذ عام 2004 وحتى اليوم، ولم يكن هدفه خلال هذه الفترة الربح، ولكنه يسعى إلى عمل شىء فنى يمكن الخروج به عن المألوف ويظهر فيه الإبداع، فهو عمل فيه رسالة أكبر من فكرة الربح.

محافظة أسوان تحتفل باليوم العالمي للسايحه ورسالة ترحيب ودعوة عامة للسائحين من كل أنحاء العالم للزيارة

كلف اللواء أشرف عطية محافظ أسوان نائبه الدكتور أحمد شعبان بإعطاء إشارة البدء لإنطلاق فعاليات الإحتفال بيوم السياحة العالمى بمنطقة المسلة الناقصة فى إطار الترويج والتسويق السياحى إستعداداً للموسم الجديد وبحضور الدكتور عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة ، بجانب القيادات السياحية والأمنية والتنفيذية حيث أكد اللواء أشرف عطية فى كلمته على أهمية هذه الإحتفالية والتى تعتبر رسالة ترحيب ودعوة عامة للسائحين من كل أنحاء العالم لزيارة أسوان للتعرف والإطلاع على الآثار العريقة والتراث الإنسانى الأصيل التى تعكسها مختلف الأنماط السياحية التى تتفرد بها المحافظة سواء كانت سياحة ثقافية أوأثرية أو بيئية أو علاجية أو نيلية ، علاوة على سياحة السفارى والصيد ومشاهدة الطيور فى المحميات الطبيعية ، بجانب الطبيعة الخلابة وبشاشة الوجوه السمراء.

واشارعلي حرص المحافظة المستمر للتنسيق مع جميع الوزارات والجهات المعنية لكثيف الجهود لإنهاء كافة الإستعدادات والتجهيزات اللازمة لتطوير مختلف المواقع السياحية ، وهو الذى يتوازى مع الجهود الجارية بمشروع تطوير ورفع كفاءة منطقة السوق السياحى وحديقة درة النيل وميدان المحطة بمدينة أسوان.

بالإضافة إلى مشروعات تجديد شبكات البنية الأساسية ورفع كفاءة الطرق الرئيسية والداخلية ، فضلاً عن تنفيذ أعمال التجميل والتشجير والنظافة العامة بمختلف المدن والمراكز للمساهمة فى إعادة الوجه الحضارى والجمالى للمحافظة السياحية العريقة التى كانت وستظل واحة الأمن والأمان ومشتى عالمى ومقصداً سياحياً هاماً على خريطة السياحة الدولية .