مجلس الأمن يدعو لاحترام وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين
دعا مجلس الأمن الدولي اليوم السبت، إلى احترام ”تام“ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في أول بيان يحظى بموافقة جميع أعضائه منذ بدء النزاع في الـ10 من شهر أيار/مايو الجاري، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وأورد النص الذي وافقت عليه الولايات المتحدة بعد شطب فقرة منه كانت تندد بأعمال العنف، أن ”أعضاء مجلس الأمن يرحبون بإعلان وقف إطلاق النار اعتبارا من 21 أيار/مايو ويقرون بالدور المهم الذي أدته مصر، ودول أخرى في المنطقة للتوصل إليه“.
لعبت الوساطة المصرية دوراً محورياً في نجاح التوصل لوقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة، حيث دفعت مصر بكل قوة بثقلها السياسي من أجل إنجاح وساطتها بين إسرائيل والفلسطينيين، وتكللت هذه الجهود بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر الجمعة.
وقف إطلاق النار تم تنفيذه بعد 11 يوماً من تصعيد عسكري هو الأعنف بين الطرفين منذ 2014، حيث أوقع عدداً كبيراً من القتلى، غالبيتهم فلسطينيون، ودمّر البنية التحتية لقطاع غزة والتي ستحتاج لمئات الملايين من الدولارات لإعادة الإعمار.
وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة، عمّت الاحتفالات قطاع غزة حيث أطلقت الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أي من صافرات الإنذار التي ظلّت على مدى 11 يوماً تدوّي لتحذير السكّان من صواريخ قادمة من القطاع باتجاه المدن الإسرائيلية.
وهذا الاتفاق الذي سارع إلى الترحيب به الرئيس الأميركي جو بايدن أتى ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة قامت بها مصر على وجه الخصوص.
وأمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الخميس، بإرسال وفدين أمنيين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل من أجل دعم وقف إطلاق النار.
وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن الوفدين سيتابعان إجراءات تنفيذ الهدنة والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.
وكان السيسي قد أكد ثبات الموقف المصري إزاء ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية الصادرة بذات الشأن.
من جهته، أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بالدور الذي أدّته القاهرة للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع المحاصر. كما أشاد بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يوم الخميس برعاية القاهرة، معتبراً أنّه يمثّل “فرصة حقيقية لإحراز تقدّم” بعد 11 يوماً من القصف المتبادل بين الجانبين.
وقال إن الولايات المتحدة ستقدم معونة إنسانية لقطاع غزة.
وفي المقابل، عبّر الرئيس السيسي في تغريدة على “تويتر”، في ساعة مبكرة من يوم الجمعة ،عن تقديره للرئيس الأميركي بايدن “لدوره في إنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة” في غزة.
وجاء في التغريدة: “وقد كانت الرؤى بيننا متوافقة حول ضرورة إدارة الصراع بين كافة الأطراف بالطرق الدبلوماسية، وهو الأمر الذي يؤكد عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة”.
وبعد 11 يوما من التصعيد الدامي، صادقت الحكومة الإسرائيلية المصغرة على وقف إطلاق النار بقطاع غزة وذلك بعد تصويت المجلس الوزاري بالإجماع على مقترح وقف إطلاق النار.
وأوضحت الحكومة الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار الذي اقترحته مصر سيكون متبادلا وغير مشروط، كما أوضحت أن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ عند الثانية فجر الجمعة.
والاثنين الماضي، أعلن الرئيس السيسي تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة.
كما أعلن قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.