الشيوخ الأمريكي يقر 250 مليار دولار لكبح جماح طموح التنين الصيني
صادق مجلس الشيوخ الأمريكي، على مشروع قانون ينص على تخصيص 250 مليار دولار، بهدف تعزيز قدرة البلاد على التصدي لتنامي التكنولوجيا في القطاع الاقتصادي والعسكري الصيني.
وصوت 68 سيناتورا في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للكونغرس)، خلال وقت متأخر الثلاثاء، لصالح تبني الوثيقة، فيما رفضها 32 مشرع.
ونص القانون على توجيه 190 مليار دولار، لمخصصات تعزيز التكنولوجيا والبحوث الأمريكية، على أن يتضمن بشكل منفصل إنفاق 52 مليار دولار لزيادة الإنتاج والبحث، في مجال أشباه الموصلات ومعدات الاتصالات.
وتفوقت الصين على الولايات المتحدة في سباق شبكات الجيل الخامس (5G)، بينما بدأت خلال وقت سابق من العام الجاري، إجراء بحوث تمهد لإطلاق الجيل السادس بحلول نهاية العقد الحالي.
وتعد التكنولوجيا، واحدة من أبرز أسباب توتر العلاقات بين واشنطن وبكين، كما تسجل الأخيرة معدلات نمو ستضعها على رأس أكبر الاقتصادات العالمية بحلول منتصف العقد الجاري، بحسب بيانات لصندوق النقد الدولي.
كما أعطى مجلس الشيوخ الضوء الأخضر لـ 10 مليارات دولار لوزارة التجارة، للاستثمار في مراكز التكنولوجيا الجديدة، حتى تتمكن المناطق والمدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد، من جذب نفس النوع من الفرص الاقتصادية مثل وادي السليكون.
وأشار المشرعون إلى المخاوف الاقتصادية وكذلك الأمنية، مؤكدين أن الولايات المتحدة لن تسمح لبكين بالسيطرة على المجالات الناشئة أو العمل كمورد رئيسي لبعض المعدات التقنية الحساسة.
من جانبها، ردت بكين على هذا القرار، الأربعاء، متهمة واشنطن بالمبالغة في ما تسميه “التهديد الصيني”.
وقالت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الصيني، إن هذا “القانون يكشف جنون العظمة” لدى الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
ومنذ النصف الثاني 2018، شهد العالم حربا تجارية شرسة بين الولايات المتحدة والصين، بسبب تبادل رفع الرسوم الجمركية على الواردات من الجانبين، بهدف تقليص العجز التجاري الأمريكي مع الدولة الشيوعية.
من جهتها دعت الصين، الأربعاء، الولايات المتحدة إلى عدم معاملتها على أنها “عدو وهمي”، وحثتها على عدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، في مؤتمر صحفي بالعاصمة بكين: “لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تعامل الصين كعدو وهمي”.
وحث وانغ واشنطن على “التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين”، حسبما أفادت شبكة التلفزيون الصينية الرسمية (CGTN).
وجاءت تصريحات وانغ تعليقا على تمرير مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، لقانون “الابتكار والمنافسة لعام 2021″، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات الولايات المتحدة على “التنافس” مع التكنولوجيا الصينية.
وأضاف وانغ أن بلاده “ستبقى ملتزمة بعدم صراع ومواجهة الدول الأخرى”، مشددا أن “الصين ستحمي بشكل صارم مصالحها الجوهرية وسيادتها الإقليمية”.
وشمل التشريع الذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي، خطة بأكثر من 170 مليار دولار لأغراض البحث والتطوير، وترمي خصوصاً إلى تشجيع الشركات على أن تنتج على الأراضي الأمريكية أشباه الموصلات التي تتركّز صناعتها حالياً في آسيا.
وينص مشروع القانون على وجه الخصوص على تخصيص مبلغ 52 مليار دولار على مدى 5 سنوات لتشجيع الشركات على تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة وكذلك لتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال.
كما يرصد مبلغا قدره 1.5 مليار دولار لتطوير شبكة الجيل الخامس، أحد مجالات التوتّر الرئيسية بين الصين والولايات المتحدة، حسبما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية.
وردا على التصديق على مشروع القانون، قالت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب، الذي يعتبر أعلى هيئة تشريعية في الصين إن “مشروع القانون، المليء بعقلية الحرب الباردة والتحيز الإيديولوجي، يفتري على مسار التنمية في الصين، وسياساتها الخارجية والداخلية”.
وأضافت في بيان: “تحت شعار (الابتكار والمنافسة) يتدخل القانون في الشؤون الداخلية للصين، ويسعى لكبت تنمية البلاد”.
وأشارت إلى أنه “بالوقت الذي يواجه فيه العالم فترة من الاضطراب والتغيرات، فإن معاملة الصين باعتبارها عدوا وهميا تتعارض مع الاتجاه العام للعالم، ومحكوم عليها بالفشل”.