مستشفيات غزة محاصرة بين وباء «كورونا» وصواريخ إسرائيل

28

كانت مستشفيات غزة تكافح بالفعل للتعامل مع جائحة كوفيد-19 قبل اندلاع الصراع مع إسرائيل الأسبوع الماضي، ويقول

المسعفون إنهم يتعرضون الآن لمزيد من الضغوط.

وقال مروان أبو سعدة مدير الجراحة في مستشفى الشفاء وهو المستشفى الرئيسي في غزة “وزارة الصحة تحارب على

جبهتين في قطاع غزة، الكورونا في مجال والجبهة الأخرى وهي الأصعب هي الاجتياحات والإصابات”.

 

وعقب مرور أكثر من أسبوع من المواجهات، وسط قصف الفلسطينيين ليلا ونهارا بالغارات الجوية وإسراع الإسرائيليين للبحث

عن ملجأ من الصواريخ مع انطلاق صفارات الإنذار، يبذل أطباء غزة جهودا مضنية للتعامل مع هذا الوضع.

 

ومستشفى الشفاء أكبر منشأة طبية من بين 13 مستشفى و54 عيادة تخدم القطاع المزدحم الذي يقطنه مليونا نسمة

وضاعف المستشفى عدد أسرَّة العناية المركزة إلى 32 وسط تزايد أعداد جرحى الصراع.

 

ومثل بقية القطاع الصحي، واجه المستشفى، الذي يضم 750 سريرا، نقصا في الأدوية والمعدات قبل اندلاع المواجهات في

العاشر من مايو 2021 ويقول المسعفون إن السبب في ذلك هو الحصار الذي تقوده إسرائيل وتدعمه مصر التي تشترك في

حدود مع غزة. وتقول إسرائيل إن إجراءاتها تهدف إلى منع وصول الأسلحة.

 

وقال أبو سعدة “هناك عوز (نقص) شديد في قائمة الأدوية الرئيسية والمستلزمات الطبية”.

والأمر لا يتعلق بنقص إمدادات الأدوية فحسب. فوقود المولدات التي تزود مستشفيات غزة بالكهرباء اقترب من النفاد. ولا

يمكن الاعتماد على التيار الكهربائي لأنه متقطع بشدة.

 

وتقول إسرائيل إن حصارها لا يهدف إلى منع الأدوية أو الإمدادات الإنسانية الأخرى وإن أي نقص ناتج عن تصرفات حركة

المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير غزة منذ عام 2007، عندما بدأ الحصار.

 

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تويتر يوم الاثنين 17 مايو 2021 “أقامت حماس شبكة من الأنفاق الإرهابية في غزة تحت

منازل الفلسطينيين، مستخدمة الأموال المخصصة لصحتهم ورفاهيتهم لتوسيع آلة حماس الإرهابية بدلا من ذلك”.

ورفضت حماس هذا الاتهام.

ويقول الفلسطينيون إن 201 قتلوا في غزة منذ بدء القتال، وأصيب مئات آخرون، بمن فيهم مصابون بشظايا أو نتيجة انهيار

المباني.

وسجلت إسرائيل عشرة قتلى في القصف الصاروخي وأصيب عدد أكبر بعضهم بشكل مباشر من الانفجارات وآخرون عندما

اندفعوا بحثا عن ملاذ آمن. وهناك مصابون في حالة حرجة.

 

وقالت راشيلي مالكا وهي إسرائيلية تعيش في عسقلان، وهي مدينة تقع إلى الشمال من غزة وقد تعرضت للصواريخ بشكل

متكرر “إننا نعيش أوقاتا عصيبة هنا… آمل أن تنتهي سريعا”.

وفي مكان قريب، احتفل إسرائيليون بعيد الأسابيع (شفوعوت) اليهودي في كنيس أصابه أحد الصواريخ.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس، التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، أطلقت مع جماعات أخرى نحو 3150 صاروخا في الأيام السبعة الماضية.

 

مبان ومعدات قديمة

قالت ساشا بوتسما مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة إن كوفيد-19 تسبب في إجهاد النظام الصحي المثقل في

القطاع.

وأضافت “قبل فيروس كورونا، كان بالإمكان تصنيف النظام الصحي على أنه هش لأن المعدات والمباني قديمة جدا وثمة نقص

في العاملين الصحيين المدربين بشكل صحيح وبالطبع ثمة نقص مزمن في الأدوية الأساسية”.

 

وقال مسؤول صحي إن غزة سجلت حوالي 106 آلاف إصابة بكوفيد-19، أو حوالي 5.3 بالمئة من السكان، منها 986 حالة وفاة.

 

وفي حين أطلقت إسرائيل أحد أسرع برامج التطعيم في العالم إذ قامت بتطعيم حوالي 55 بالمئة من سكانها البالغ عددهم 9.3

مليون نسمة، يقول مسؤولو الصحة إن غزة تلقت حوالي 110 آلاف جرعة أو ما يكفي لتطعيم 55 ألفا، لتوزيعها على إحدى أكثر المناطق المكتظة بالسكان في العالم.

 

وكان لا بد من تحويل أحد أجنحة مستشفى الشفاء، الذي لا يزال يحمل اسم (قسم عزل كورونا)، إلى وحدة للعناية المركزة

لجرحى الصراع.

وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية “نحتاج إلى مزيد من الدعم وبشكل عاجل من المؤسسات الدولية والإغاثية”.

وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون قرب مستشفى الشفاء، يضغط صوت سيارات الإسعاف على أعصابهم المحطمة بالفعل. ويقول

كرم بدر (57 عاما) “طول ما بنسمع زمارة (صوت) سيارات الإسعاف معناها أنه ما خلصت”.

ومع ذلك، يواصل العاملون في قطاع الرعاية الصحية تشغيل المرافق الطبية المتداعية. وقالت بوتسما إن الموارد النادرة لا تزال تصل إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

وقالت “مرونة النظام الصحي لافتة للنظر”.