مصر تسعى لاستعادة دورها الإقليمي بالتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين

27

تسعى مصر لاستعادة دورها الإقليمي بالتوسط بين إسرائيل وحركة حماس لوقف النزاع الدامي والمدمر المستمر منذ أكثر

من أسبوع.

في العام 2014، قامت مصر بوساطة أسفرت عن وقف اطلاق نار هش بعد حرب مدمرة استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحماس

التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر.

أسفر النزاع الراهن الذي دخل أسبوعه الثاني الاثنين عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني فيما قتل عشرة أشخاص في إسرائيل، إضافة إلى مئات الجرحى فضلا عن تدمير مبان ومرافق للبنية التحتية في القطاع.

وتسبب النزاع، الذي اندلع بعد مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في المسجد الاقصى وفي حي الشيخ جراح في

القدس الشرقية المحتلة حيث يواجه الفلسطينيون تهديدات بالتهجير من منازلهم، بإحراج لدولتي الامارات العربية المتحدة

والبحرين اللتين أبرمتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل العام الماضي. وأعاد هذا الوضع مصر الى مقدمة المشهد.

 

وقال طارق بعقوني المحلل في مجموعة الأزمات الدولية “في منطقة تقوم فيها الدول المطبعة بتوسيع علاقاتها بإسرائيل،

فإن من مصلحة مصر أن تستخدم قربها الجغرافي من غزة لتعزيز قوتها الدبلوماسبة”.

 

وبحسب تقارير، قام وفد من المخابرات المصرية خلال الأيام الماضية بزيارة الى إسرائيل والى الأراضي الفلسطينية في اطار

وساطة مصرية للتوصل الى وقف اطلاق نار.

 

وأكد خالد عكاشة عضو المجلس الأعلى لمكافحة الارهاب في مصر لفرانس برس أن “الوفد يضم مسؤولين من المخابرات وهو

هناك منذ عدة أيام للتفاوض حول وقف اطلاق نار”.

وقال عكاشة، وهو مدير المركز المصري للدراسات الاستراتيجية المقرب من السلطات المصرية إنه متفائل بنجاح الوساطة المصرية.

 

“وقف لإطلاق النار عبر القاهرة”

وقال مايكل حنا المحلل في مركز سنتشوري فاونديشن في نيويورك إن “مصر يجب أن تكون مشاركة. لا مجال لتجاوزها .. حرفيا

وفعليا”.

شددت إسرائيل حصارها البري والبحري على قطاع غزة، وهو شريط مكتظ بالسكان يعيش قرابة نصفهم تحت خط الفقر، بعد أن

سيطرت عليه حركة حماس في العام 2007.

ومعبر رفح بين مصر وغزة هو نقطة الاتصال الوحيدة للقطاع مع العالم الخارجي التي لا تسيطر عليها إسرائيل.

 

وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعليمات الى السلطات الأسبوع الماضي بفتح الحدود للسماح للمصابين من أهالي

غزة بالعبور وتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.

واعتبر حنا أن النزاع الراهن “فرضة لكي تقول مصر ليس فقط للولايات المتحدة وإنما لأطراف اقليمية أخرى إنها ما زالت مهمة

وإنها لاعب دبلوماسي أساسي وإن وقف اطلاق النار سيمر عبر القاهرة”.

 

وأضاف أن الدعم الشعبي للفلسطينيين في مصر دفع قيادتها الى تبني لهجة “أكثر حدة وصرامة” تجاه إسرائيل على الرغم من معاهدة السلام القائمة بين البلدين منذ العام 1979.

كانت وسائل الاعلام المصرية تصف سابقًا قطاع غزة بأنه “وكر للارهابيين”.

 

– “ديناميكية غريبة” –

في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي الأحد، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري الى “تقديم تنازلات” في رسالة بدت موجهة الى إسرائيل.

ولكن حنا يحذر من المبالغة في مدلول تغيير اللهجة.

ويقول “انها ديناميكية غريبة. المسؤولون العسكريون لديهم شعور عميق بعدم الثقة بإسرائيل، ومع ذلك يعملون معها عن كثب في الوقت نفسه”.

ويعتقد بعقوني كذلك أن دور القاهرة له حدود.

 

الاستراتيجية العسكرية

ويقول “مصر ليس لديها وسائل ضغط كافية على إسرائيل. العلاقة هي تحالف تقوم في ظله إسرائيل بوضع إطار الاستراتيجية العسكرية التي تعتقد أنها ضرورية للحفاظ على الاستقرار”.

ويضيف يعقوني الذي كتب كتابا عن حماس، أن القاهرة تبقي على التوازن بين التنسيق المخابراتي مع حماس وخصومتها مع جماعة الأخوان المسلمين التي خرجت حماس من عباءتها.

قاد السيسي تحرك الجيش لعزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في العام 2013 وشن حملة قمع على جماعة الاخوان التي باتت الآن محظورة.

ويوضح بعقوني أنه “في العام 2021، لم يعد نظام السيسي يرى في حركة حماس بالضرورة تهديدا لاستقراره”.

ويرى أن مصر أعادت في الظروف الحالية فتح معبر رفح مع غزة لأسباب جيوسياسية.

ويقول إن “الاستراتيجية مماثلة لتلك التي تتبناها إسرائيل” وهي، وفقا له، تجنب انهيار كامل للقطاع “مع التأكد من عدم انتعاش غزة ومن احتواء حماس داخلها”.

طلبت واشنطن من حلفائها العرب وخصوصا مصر وقطر وتونس أن يؤدوا دورا لوقف التصعيد في النزاع الدامي في غزة.

وبصفتها عضوا غير دائم، دعت تونس إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن عقد الأحد لمناقشة أزمة غزة ، لكن دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وقالت ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنها تعمل خلف الأضواء من أجل انهاء النزاع وأن صدور بيان عن مجلس الأمن قد تكون له مفعول عكسي.

وقال مستشار بايدن للأمن القومي جايك سوليفان الاثنين إنه تحدث إلى نظيره الإسرائيلي والحكومة المصرية، قائلا إن واشنطن منخرطة في “دبلوماسية هادئة ومكثفة”.

من جانبها، دانت قطر “الهجمات الإسرائيلية الوحشية والمتكررة”. والدوحة من الداعمين الرئيسيين لحركة حماس وفيها يقيم زعيمها إسماعيل هنية في المنفى.