وصلت وزيرة خارجية دولة جنوب السودان بياتريس واني إلى القاهرة، اليوم الاثنين، قادمة من تركيا، فى زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، تبحث خلالها دعم علاقات التعاون الثنائي، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بملف سد النهضة الإثيوبي.
وتلتقى وزيرة خارجية جنوب السودان خلال زيارتها للقاهرة عدداً من كبار المسؤولين، والشخصيات، خاصة في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، لبحث دعم علاقات التعاون في جميع المجالات، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
كانت الوزيرة التقت وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي، أثناء زيارته لجوبا أواخر يونيو الماضي، حيث أجرى الجانبان مشاورات بشأن تدعيم التعاون الثنائي، وانعقاد اللجنة العليا المشتركة والمتوقع عقدها خلال شهر يوليو بالقاهرة، ومناقشة أزمة سد النهضة.
بروكسل تدعو إلى خريطة طريق
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو تتخذ موقفًا متساويًا بشأن الخلافات بين إثيوبيا والسودان ومصر حول سد النهضة، داعية جميع الأطراف إلى اتخاذ نهج مسؤول لحل النزاع المائى، بينما قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبى، نبيلة مسرالى، أمس، إن الإجراءات أحادية الجانب بشأن سد النهضة الإثيوبى من قبل أى طرف لا تساعد فى إيجاد حل من خلال المفاوضات.
وقالت «زاخاروفا»، فى تصريحات أمس، إن روسيا اتخذت فى 8 يوليو الجارى موقفًا متساويًا فيما يتعلق بالخلافات بين الدول الثلاث بشأن ملء وتشغيل مجمع الطاقة الكهرومائية. وأضافت أن روسيا ترى ضرورة ملحة لمواصلة المشاورات بين الطرفين بعد المرحلة الثانية لملء خزان السد، بما فى ذلك مراعاة الاستعداد الذى أعرب عنه الجانب الإثيوبى لمثل هذه المشاورات. ودعت المتحدثة، جميع الأطراف، إلى اتخاذ نهج مسؤول تجاه مشكلة تسوية الخلاف على المياه، وأعربت عن أملها فى تحقيق نتيجة سريعة تعود بالنفع المتبادل بروح أهم مبدأ «المشاكل إفريقية – الحلول إفريقية».
وبدورها، شددت المتحدثة الأوروبية على أن هناك حاجة ماسة لخارطة طريق واضحة متفق عليها بشكل مشترك تفضى لاتفاق فى نهاية المطاف وتحدد الإطار الزمنى والأهداف المحددة للمفاوضات لاستئناف المحادثات فى أقرب وقت. وتابعت: «يجدد الاتحاد الأوروبى دعوته لكل الأطراف لاستئناف المفاوضات، كما أن الاتحاد مستعد للعب دور أكثر فاعلية شريطة أن يكون ذلك برغبة جميع الأطراف».
وفى الخرطوم، نقلت صحيفة «الجزيرة» السودانية عن مصدر مسؤول فى الحكومة السودانية قوله إن الحكومة السودانية تكبّدت تكلفة اقتصادية عالية لمواجهة أى تداعيات لعملية التعبئة الثانية لسد النهضة، وأضاف أن بلاده ليس لديها الاستعداد لتحمّل تلك التكلفة فى المستقبل. وأشار إلى أن السودان لا يمانع عودة المفاوضات بشرط أن تكون بمنهجية جديدة وفى إطار زمنى محدد، مع ضرورة توسيع دائرة الوساطة لتشمل أطراف الوساطة الدولية. وأضاف: «إذا توافرت الإرادة السياسية الكافية، فإنّ 6 أشهر فقط كافية للتوصّل لاتفاقٍ»، وقال إنّ تقديراتهم لما تم حجزه من مياه خلال الملء الثانى يتراوح بين 3 و4 مليارات متر مكعب، وليس 13.5 مليار متر مكعب كما كانت تنوى إثيوبيا.