د. خالد عمر يكتب: فجر جديد… أم غروب جديد…
بعد عدة أيام من عودة مستر ترامب إلي مقر إقامته بالبيت الأبيض من بعد انتهاء جولتة في دول الخليج العربي والتي أطلقت عليها ” زيارة القرن” …
وقد تابعت مراسم الإستقبال الحفاوة العظيمة التي استقبل بها مستر ترامب ، وهو الأمر المعتاد معه ، فقد استقبل في
زيارتة السابقة بنفس الأبهة والفخامة.. وخلال هذه الأيام قرأت العديد من التقارير والتحاليل التعليقات علي هذة ، فوجدت من وصفها بأنها زيارة تاريخية وهي بمثابة ” فجر جديد” … وعلي الجانب الآخر من هاجمها هجوم شديد منتقدا مظاهر الاسراف والبذخ التي حفلت بها الزيارة ، وأنها لم تقدم أي شئ للقضية الفلسطينية ، بل أنها زادت من نقاط الخلاف والتباعد بين الدول العربية ، وزادت من حدة الانقسام والتنافر بينهم ، فهو اختلاف موجود ولم يزل ، ولكنة زاد وتصاعد… حتي دفعني إلي تسميتة ب ” الغروب الجديد ” ليرادف ويقابل ” الفجر الجديد” .
– فجر جديد .
علي الجانب الأمريكي : فقد جمع حجم استثمارات هائلة ، يمكن اعتبارها هي الأضخم في تاريخ العلاقات الدولية والاقتصادية بين الدول ، وكما أعلن وجاء علي لسان مستر ترامب ، أنها باغت 14 تريليون دولار: هناك من أعلن عنها وهناك مالم يعلن .
بالطبع تلك الاستثمارات سوف يكون لها عامل السحر علي الاقتصاد الأمريكي ، وأيضاً الخليجي ، ولكنة بالطبع الكفة ترجح الجانب الأول.
علي الجانب العربي الخليجي : نجحت دول الخليج إلى تجديد علاقاتها مع الولايات المتحدة، والابتعاد عن التفاهم القائم على النفط مقابل الأمن، نحو شراكات أقوى تتركز في الاستثمارات الثنائية والرؤى المشتركة.
كانت الانفراجة بين الولايات المتحدة وسوريا أيضًا مكسبًا دبلوماسيًا كبيرًا. خلال زيارته، التقى ترامب بالرئيس السوري الانتقالي ” أحمد الشرع “.
تأمل دول الخليج على الاستثمار في سوريا ودعم اقتصادها ، مما يُمهد الطريق لاستثمارات وعوائد بمليارات الدولارات.
إن حدوث التقارب بين الولايات المتحدة وسوريا برعاية سعودية قد يمنح الرياض وعواصم خليجيه أخري فرصاً أكبر في دمشق : سياسياً واقتصاديا.
أول زيارة رسمية لرئيس أمريكي إلي إمارة قطر ، فقد سبق لرئيس أمريكي السابق جورج دبليو بوش زيارتها ( غير رسمية ) عام 2003 ، بقاعدة السيلية العسكرية، حيث ألقى كلمة أمام عسكريين أمريكيين .
إمارة قطر هي الدولة الخليجية العربية التي تربطها بواشنطن علاقات أمنية رسمية. فهي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والتي تصفها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها “لا غنى عنها” للعمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
دولة الإمارات العربية المتحدة تأمل أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، لكنها تحتاج إلى الرقائق الأمريكية لتحقيق هذا الهدف ، ومن المحتمل أن تصبح هذه الرقائق متاحة قريبًا في دولة الإمارات العربية المتحدة ، بعد السماح لها باستيراد شرائح ورقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة.
حيث أعلن إن أبرم اتفاق على إنشاء “مسار” للإمارات لشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تقدما في مجال الذكاء الاصطناعي من الولايات المتحدة.
– لماذا غروب جديد :
مما لا شك فيه أن حفاوة الاستقبال ، التي وصفها ترامب وكثير من مرافقيه بأنه استقبال خيالي واسطوري ، من المؤكد سوف يزيد من أطماع الأمريكان والغرب والاخرين في دول الخليج ، لذا علي دول الخليج الحذر كل الحذر من هذا الأمر ، خاصة وأن كثير من دول العالم تمر بظروف اقتصادية ومالية صعبة للغاية.
هناك شريحة كبيرة من شباب العالم العربي ، في حالة ذهول وتساءل ، لماذا لا تقوم تلك الدول بضخ جزء من تلك الاستثمارات في دولهم ، والتي من المؤكد أنها سوف تغير أحوالهم المعيشية ، فحجم الديون الخارجية للدول العربية بما فيها دول الخليج تقترب من 2 تريليون دولار.
التقارب الخليجي السوري ، واستقبال احمد الشرع الرئيس السوري المؤقت ، دون مشاركة الجانب المصري: بالطبع يلقي تحفظ كبير من مصر الدولة العربية الكبري في المنطقة ، خاصة في ضوء خلفية احمد الشرع الجهادية المتشددة ، بل صرح احد مسئولي المخابرات المركزية الأمريكية أنه قام بتدريبة من أكثر من 10 سنوات.
القضية الفلسطينية ، وهو القضية المحورية والمركزية للعالم العربي والإسلامي ، للأسف لم يكون لها أي تواجد ، لا من قريب أو بعيد ، مما أغضب الشارع العربي كثيرا ، في ظل إصرار وتعنت الجانب الإسرائيلي علي تدمير وحصار وتجويع وإبادة القضية الفلسطينية شعبا ومقاومة …
وأخيرا..الأمر متروك لك عزيزي القارئ للحكم ، هل هو فجر جديد ؟ أم غروب جديد ؟… مع خالص تحياتي