د. خالد عمر يكتب: منظمة الأمم المتحدة خرجت ولم ولن تعد !
سؤال يطرح بإلحاح منذ سنوات ، عقب كل نزاع مسلح أو سياسي ، أو تهديد للأمن والسلم الدوليين: أين منظمة الأمم المتحدة ؟؟ ليس هذا فحسب ، بل أين المنظمات الدولية التابعة لها سواء الاقتصادية أو المالية أو التجارية
أو البيئة ، واللجان الفرعية التابعة لتلك المنظمات ؟
للأسف كل يوم يتأكد أن منظمة الأمم المتحدة في مرحلة الموت الإكلينيكي منذ نهاية القرن الماضي ، وبالتحديد عقب سقوط جدار برلين ، وتوحيد ألمانيا في عام 1991 ، واعقب ذلك تفكك الاتحاد السوفيتي السابق , وعندما طالب حينما الأمين العام السابق للمنظمة في عام 1994 ، بضرورة قيام نظام عالمي جديد وتوسعة وزيادة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الراحل السيد/ بطرس بطرس غالي ، قامت أمريكا بالإطاحة به وعدم التجديد له لفترة ثانية ( وتم تعيين كوفي عنان بدلاً منه ) وكان ذلك برفض أحادي من الجانب الأمريكي مقابل موافقة 14 صوت ؟؟ في سابقة كانت الأولى في تأسيس المنظمة في عام 1945.
منظمة الأمم المتحدة دمية ، لا نراها في الصراعات السياسية والدبلوماسية والعسكرية الكبري ، وخاصة التي تهدد الأمن والسلم العالمي ، وللأسف تحركها دائما بعد فوات الاوان ، ويرجع ذلك في الأساس إلي خلل الهيكل التنظيمي والمؤسسي غير العادل وغير المستقيم بالمنظمة منذ تأسيسها.
وكل يوم وكل أزمة أومشكلة دولية ، يثبت أن منظمة الأمم المتحدة دخلت في طور الشرنقة والجمود والبيات الشتوي والصيفي وثبات عميق ، دون أن تتقلب يميناً أو شمالاً , فقد أصبحت جثة هامدة لا حول لها ولا قوه ، اين المنظمة من الصراع في السودان وليبيا واليمن وغزة والارض المحتلة والحرب الإيرانية الإسرائيلية التي اندلعت وهي أكبر خطر يهدد الأمن والسلم والاستقرار العالمي (في القرن الحالي اليوم) ، وهي الأساس وأهم مبدأ قامت من أجله المنظمة ؟
وللأسف المستفيد الأول والأخير منها : هم جيش الموظفين الذين يدعون الخبرة والعلم والمعرفة يطوفون أقطاب الأرض الأربعة لتسويق وبيع الوهم والأحلام ، واستراتيجيات ورؤئيا ومشروعات فنكوشية ، وهمية علي جمهور من البلهاء والمغيبون والجهلاء .
وأخيرا ، هذه المنظمة خرجت ولم ولن تعد …. ومن يجدها يقوم بدفنها ، فاكرام الميت دفنه…. فالبقاء بتلك المنظمات والتمسك بها عته ونفاق ومضيعة للوقت وللحق … اتركوها يرحمكم الله…
وأتذكر أنه كان الشباب إذا دخلوا السينما لمشاهده أحد الأفلام ، وإذا كان هذا الفيلم دون المستوي كانوا يهتفون
” سيما أونطه هاتوا فلوسنا ” .. والآن فاليهتف الشرفاء ” منظمة اونطة هاتوا حقوقنا “…أو اطلبوا نقلها من نيويورك إلي دولة أخري كما يطالب البعض بنقل مقر منظمة إقليمية من مقرها الرئيسي والتاريخي إلي دولة أخري ” وكل لبيب بالاشارة يفهم ” …خالص تحياتي.