أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، اليوم، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يتخذ قرارًا بشأن الدخول في عملية عسكرية ضد إيران قبل أسبوعين من الآن، ما يفتح الباب أمام فرصة جديدة للمفاوضات ومحاولات خفض التصعيد.
وذكرت مصادر دبلوماسية وجود جهود وساطة نشطة من جانب مصر والمملكة العربية السعودية، قادها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لإقناع الإدارة الأمريكية بالتريث في اتخاذ قرار الحرب. وأشارت هذه المصادر إلى أن ترامب استمع بالفعل لوجهات نظر الوسطاء.
وفيما نفت إيران رسميًا حصول اتصال بين نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي والمسؤول الأمريكي ستيف ويتكوف، تؤكد بعض التقارير الاستخباراتية وجود اتصالات غير مباشرة، مما يشير إلى بوادر لتحرك دبلوماسي قد يتبلور خلال الفترة المقبلة.
بالتزامن، نشرت وسائل إعلام أمريكية، منها “واشنطن بوست” و”وول ستريت جورنال”، تقارير تتحدث عن سيناريوهات عسكرية مطروحة، بينها استخدام قنابل خارقة للتحصينات لضرب منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، التي تقع على عمق يصل إلى 90 مترًا تحت الأرض وتحظى بتحصينات خرسانية شديدة.
التقارير أشارت إلى مخاوف من تعقيد هذه الخطط بسبب أنظمة التشويش الإيرانية التي قد تؤثر على دقة نظام التوجيه. كما أثارت بعض الدوائر مقترح استخدام سلاح نووي تكتيكي محدود لاختراق هذه التحصينات، في خطوة وصفت بأنها قد تُحدث كارثة إشعاعية في المنطقة، وهو ما أثار قلقًا عالميًا واسعًا.
السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكبي، دعا الرئيس ترامب إلى اتباع نهج الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان، الذي أمر باستخدام السلاح النووي ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، وهو طرح يثير جدلاً كبيرًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية الأمريكية.
في المقابل، أشارت مصادر إسرائيلية إلى امتلاكها قنابل تقليدية خارقة للتحصينات (MK-type) قد تُستخدم لتعطيل منشأة “فوردو”، دون الحاجة إلى استخدام سلاح نووي.
وفي خضم هذا المشهد المتشابك، تبقى نافذة المفاوضات مفتوحة لأسبوعين قادمين، في محاولة أخيرة لتجنب التصعيد نحو مواجهة قد تكون كارثية على المنطقة بأسرها.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الفيديو: