د. وفاء علي تكتب : إستثمارات الخوف

25

لاشك أن مآلات المشهد تفوق كل توقع وكأننا نرى فيلم فى صندوق الدنيا فقد جاء ترامب إلى الرمال المتحركة وفى ذهنه أن يعود إلى أمريكا بمغارة على بابا وعلى أرض الواقع الجديد سيعود رجل الصفقات محملاً بتريليونات الدولارات وقد وقع ١٤٥ إتفاقية شراكة إستراتيجية مع المملكة العربية السعودية فى الطاقة والتعدين والذكاء الاصطناعى والعسكرى ولانعرف مصير النووى لأنه يحتاج إلى موافقة الكونجرس الأمريكى كالمعتاد ،
وهناك تساؤلات فى المجتمع الأمريكى بعدما إصطحب ترامب رجال الأعمال معه خاصة رجل الكفاءة الحكومية إيلون ماسك وهل رجال الأعمال الأمريكيين أكبر المستفيدين على حساب الشعب الأمريكى وللإجابة على التساؤل نجد أن زيارة ترامب الأولى عام ٢٠١٧ ومعه كوشنر صهره إستثمرت السعودية ٤٠٠ مليار دولار فى شراء السلاح الأمريكى وفاز كوشنر وحده ب ٢ مليار دولار,
لذلك هناك تلميحات فى الصحف الأمريكية أن من يستفيد من الزيارة هم رجال الأعمال وأسرة ترامب وليست أمريكا نفسها,
لاشك أن الإستثمارات الخليجية ستنعش الإقتصاد الأمريكى الذى يعانى بشدة وأيضاً سد عملية التصحر السياسى لترامب الذى يشفق على ولى العهد من عدم النوم وحاول ترامب أن يملأ أيضاً الفراغ السياسى الذى وضعته فيه الصين ذات الجدار المتماسك
ثم نأتى إلى الخبر العاجل برفع العقوبات عن سوريا وإلغاء قانون قيصر ولكن لم نعرف ماهو الثمن الذى ستدفعه سوريا هل التقسيم أم هذا ثمن ترك الأراضى لإسرائيل أم معادن سوريا ونفطها وغازها فى المتوسط والأدهى أن تفاصيل الإستثمارات غير واضحة والسؤال العالق حقٱ هذه الإستثمارات تحتاج إلى عشر سنوات ليشعر بها الأمريكان فهل ترامب سيكون موجود بالأصل ولماذا أتى ترامب إلى الرمال المتحركة إلا لجنى إستثمارات الخوف وسوف نرى زيارة الإمارات التى قدمت ١,٤ تريليون دولار أما قطر قدمت السبت قبل الأحد بطائرة هدية للرئيس الأمريكى الذى لا يصدق مايحدث وللحديث بقية

د.وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة