أحمد محارم يكتب .. رسالة الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرس

136

تزامن استلام السيد غوتيرس منصبه كامين عام للامم المتحدة مع دخول ترامب دونالد الرئيس الامريكى الاسبق الى البيت الابيض وشهدت هذه الاوقات تصريحات هامة للامين العام الجديد عن اولوياته فى العمل على اصلاح الجهاز الادارى داخل الامم المتحدة والذى وصفه بالمترهل واولى اهمية قصوى للعمل الميدانى ودعم المنظمات التابعة للامم المتحدة والعاملة على الارض وفى الميدان وقد قوبلت هذه التصريحات بحفاوة بالغة من قادة وحكومات دول العالم
لكن الموقف مع دونالد ترامب كان مختلفا بل وحتى مثيرا للجدل حيث قال بانه ينوى ان يخفض نسبة المساهمة المالية من جانب الحكومة الامريكية والموجه سنويا لدعم الامم المتحدة حيث قال بان الامم المتحدة من وجهة نظره انها عبارة عن نادى كبير يلتقى فيه كبار الشخصيات لتناول القهوة بل واضاف ايضا بانه مندهش من ان امريكا تدفع مبالغ كبيرة لدعم منظمة بها اعضاء ودول لا تقدر حجم واهمية الدور الامريكى بالنسبة للسياسة العالمية
وان كان البعض قد التزم العذر مؤقتا لدونالد ترامب حيث انه قادم من عالم المال والاعمال وبعيد تماما عن عالم السياسة
ونعود الى انطونيو غوتيرس والقادم من عالم السياسة وادارة الازمات على مستوى العالم وله سجل حافل بالانجازات والذى كان سببا فى ترشحه للمنصب واجماع دول العالم على شخصه
خلال فترة تواجده بهذا المنصب الكبير والهام فقد شهد العالم الكثير من الصراعات التى كانت قايمة وتبحث عن حلول او قضايا اخرى استجدت والقت بمزيد من الاعباء على الامم المتحدة ومنظماتها وعلى شخص الامين العام وكذلك فقد مضى عام بسبب جائحة كورونا حيث اغلق المبنى الرئيسى فى نيويورك ابوابه امام الجهاز الادارى والفنى العامل داخل المبنى وايضا فان البعثات الدبلوماسية قد تجاوبت مع تعليمات الجهات المسؤلة عن ادارة الازمة فى مدينة نيويورك وحتى يومنا الحاضر لاتوجد معلومات عن متى ستعود الامور الى طبيعتها
ولو حاولنا ان نعدد الموضوعات التى كانت ولازالت مدرجة على جدول اعمال مجلس الامن فهى ليست بالقليلة ومنها العديد من مشاكل منطقة الشرق الاوسط من الصراع العربى الاسراييلى وسوريا واليمن وليبيا والاوضاع فى العراق واليمن وموضوع الاتفاق النووى مع ايران الى قضايا اخرى فى اسيا واوربا والقارة الافريقية
فى سبتمبر من كل عام تقام الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة بحضور قادة العالم وروساء الحكومات وايضا لم يعقد هذا اللقاء السنوى فى عام ٢٠٢٠ بسبب الجائحة واقتصر الامر على رسايل من خلال الفيديو كونفرنس
نحن الان امام قضية هامة وفى غاية الحساسية تتعلق بملف سد النهضة الاثيوبى والذى بسبب الغموض والتعنت الاثيوبى قد اوصل جولات المباحثات الى طريق مسدود
وان كان مجلس الامن من اولى مهامه هو حفظ السلم والامن الدوليين وانه الجهاز الذى لديه صلاحيات تنفيذ القرارات الا ان مسالة الفيتو او حق الاعتراض لدى الدول الخمس الكبرى قد استدعى احيانا ان يحال الامر الى الجمعية العامة
سيادة الامين العام
من وقت قريب اجتمعت ١١٥ دولة بالامم المتحدة وتحدثت عن مسالة المياه وانه يجب التركيز والتاكيد على مدى اهمية التزام دول العالم بالاتفاقيات والمواثيق الخاصة بالانهار العابرة للدول وانه لا يجب المساس بالمعاهدات والاتفاقات الموقعة لان ذلك سوف يفتح مجالا لصراعات لا تحمد عقباها
سيادة الامين العام
نحن ابناء الشعب المصرى ابناء النيل نهيب بكم وانتم اصحاب الضمير الحر والذى اوصلكم لهذه المكانه الرفيعة ونامل ان تتاح الظروف لكم فى دورة اخرى من اجل استكمال رويتكم لاصلاح جهاز الامم المتحدة
موضوع ادارة ازمة سد النهضة بين ايديكم وكلنا ثقة فى مدى حكمتكم وقدرتكم على اعطاء الموضوع ما يستحقه من الرعاية والاهتمام

الدول تتباهى بمواردها الطبيعية التى حباها بها الخالق ومنها الثروات المعدنية والمواد الخام التى قامت عليها الثورة الصناعية ودول قد حباها الله بتاريخ واثار لم نسمع ان احدا قد باع التاريخ
وليس من المعقول ان ينظر للماء على انه سلعة يمكن ان تباع وتشترى والا صارت الحياة مستحيلة على ملايين البشر فى عالمنا
ان ما تفكر به اثيوبيا وان صح فاننا بداية لصراعات او بدات لا نعرف متى ولا كيف تنتهى ولن تكون فى مصلحة احد حتى او اثيوبيا ذاتها
الاوقع ان تهتم بمشاكلها وصراعاتها الداخلية وهى دولة تجمعها بمصر والعرب تاريخ طويل من العلاقات الطيبة