أمريكا.. إصابة 8 أشخاص بإطلاق نار في ولاية تكساس

94

أعلنت الشرطة الأمريكية، إصابة ثمانية أشخاص بإطلاق نار، فجر اليوم الأحد، في مدينة فورت وورث الأمريكية بولاية تكساس.

ووفقا لقناة “إن بي سي” التلفزيونية، وقع الحادث بالقرب من مغسلة سيارات، وتم نقل المصابين إلى المستشفى، وحالتهم مستقرة.

وأوضح مصدر في الشرطة أنه تم استخدام البنادق في إطلاق النار، مشيرا إلى فتح تحقيق في أسباب الحادث ومنفذي الهجوم.

وقال رئيس شرطة فورت وورث، نيل نوكس: “الأمر الأكثر إحباطا هو تحول الاحتفال إلى حادث مأساوي. إننا نصلي ألا تكون هناك خسائر بشرية”.

كما أشاد نوكس بالضباط الذين استجابوا وقدموا الدعم الطبي الطارئ للمصابين، وقال: “إن هؤلاء الضباط لعبوا دورا حاسما في إنقاذ أرواح المصابين”.

جرائم العنف تتصدر الأجندة السياسية

ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت أن تصاعد عمليات إطلاق النار وتزايد عدد جرائم العنف في الولايات المتحدة تصدرتا واجهة الأجندة السياسية في البلاد وغيرتا مسار النقاش الوطني مؤخرا بشأن حفظ الأمن.
وقالت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني) إن حادث إطلاق النار الذي شهده ميدان تايمز سكوير الشهر الماضي على يد رجل غير مستقر، مما أدى إلى إصابة طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات كانت تلعب أثناء التسوق مع أسرتها، ربما يكون قد غير مسار سباق رئاسة بلدية مدينة نيويورك، وغير النقاش الوطني حول قضايا الجريمة والشرطة.

وأشارت إلى أنه في غضون ساعات من الحادث، قام إريك آدامز، وهو نقيب شرطة متقاعد ومرشح لرئاسة البلدية، باستغلال المشهد وعرضه كخلفية لمؤتمره الصحفي الذي عقده ليروج لحملته الانتخابية كمرشح جاء لتطبيق القانون والنظام. بينما رفض آدامز دعوات النشطاء إلى “وقف تمويل” الشرطة ووعد بدلاً من ذلك بإرسال المزيد من الضباط إلى الشوارع للحد من أعمال عنف السلاح.

وبدا الأمر ناجحًا: ففي الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يوم الثلاثاء الماضي، حصل آدامز على أكبر عدد من الأصوات، مما عزز سباقه في كيفية إحياء مدينة منكوبة بوباء فيروس كورونا وأصبحت تعاني من مخاوف جديدة بشأن الجريمة والسلامة العامة.

وفي اليوم التالي، وداخل البيت الأبيض، أضافت الصحيفة أن الرئيس جو بايدن بدا يغني نغمة مماثلة، حيث قال: “الآن ليس الوقت المناسب لإدارة ظهورنا لتطبيق القانون”، معلنا عن تدابير جديدة لقمع عنف السلاح- من بينها مساعدة المحليات على توظيف المزيد من الشرطة وضبط الأسلحة غير المرخصة. وفي محاولة لدرء هجمات شنيعة من قبل الجمهوريين، قال بايدن إن إدارته “تتصدى للأطراف السيئة التي تقوم بأشياء سيئة لمجتمعاتنا”.

تعليقا على ذلك، أكدت فاينانشيال تايمز أن جرائم العنف، التي كانت تتضاءل منذ جيل في أمريكا، عادت الآن إلى جدول الأعمال السياسي بعد موجة حوادث إطلاق النار والقتل على مستوى البلاد.

وأوضحت أن جرائم القتل ارتفعت بنسبة 18 في المائة مقارنة بمعدلات عام 2020 – وهو العام الذي ارتفعت فيه جرائم القتل أيضًا – وفقًا لتصريحات جيف آشر، الباحث في قضايا الجريمة في نيو أورليانز والذي أجرى دراسات ميدانية بشأن الجريمة في 72 مدينة أمريكية، فيما توقع العديد من الخبراء أن الأسوأ ربما يأتي خلال أشهر الصيف القادمة.

وفي مدينة نيويورك، ارتفعت عمليات إطلاق النار بنسبة 53 في المائة اعتبارًا من 20 يونيو، وأكثر من 100 في المائة خلال العامين الماضيين. بينما شكلت حوادث إطلاق النار البالغ عددها 1402 في شيكاجو خلال نفس الفترة زيادة بنسبة 58 في المائة عن عام 2019. وفي أتلانتا، أعطى العنف المتصاعد دفعة جديدة لدفع سكان حي بوكهيد الثري للانفصال عن المدينة الأكبر حتى يتمكنوا من تكوين منطقتهم الخاصة وقسم شرطة خاص بهم.

أما بالنسبة للجمهوريين، فقد أبرزت الصحيفة البريطانية أنهم أصبحوا يستغلون القضية، وينددون بالفوضى في “المدن الديمقراطية” وانتقدوا المطالب التقدمية بـ “نزع تمويل” الشرطة. كما اتهم الحزب هذا الأسبوع بايدن وزملائه الديمقراطيين بفعل “كل ما في وسعهم لتخريب تطبيق القانون”.

مع ذلك، أكدت “فاينانشيال تايمز” أن جرائم العنف أصبحت واسعة النطاق ولا تقتصر على المناطق الخاضعة لسيطرة الديمقراطيين. حيث سجلت قاعدة البيانات التي يحتفظ بها أرشيف Gun Violence أكثر من 20 عملية إطلاق نار جماعي منذ 15 يونيو- في أماكن مثل نيوارك ونيوجيرسي وواشنطن العاصمة إلى أورورا وكولورادو وأنكوراج وألاسكا وألبرتفيل ألاباما.

في الوقت نفسه، يعتقد معظم خبراء العدالة الجنائية أن وباء فيروس كورونا المستجد قد لعب دورًا، إما من خلال تفاقم الأزمات الاقتصادية أو إغلاق المحاكم أو محاصرة الشباب في الأحياء المزدحمة بوسائل قليلة من الترفيه.