الأزمة المغربية الإسبانية.. البرلمان العربي يرفض تدخل نظيره الأوروبي

134

رفض البرلمان العربي القرار الذي أصدره البرلمان الأوروبي بشأن أزمة جيب سبتة الخاضع للسيطرة الإسبانية شمال المغرب، مؤكدا تضامنه مع الرباط.

وشدد رئيس البرلمان عادل العسومي، خلال جلسة طارئة للبرلمان اليوم السبت في القاهرة لمناقشة القرار الأخير الذي أصدره البرلمان الأوروبي بشأن أحداث سبتة، على أن البرلمان الأوروبي دأب على ”اتباع هذه الأداة الاستعلائية في التعامل مع قضايانا العربية، على نحو يتناقض وبشكلٍ صارخ، مع مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، ويتعارض مع أسس ومتطلبات الشراكة العربية الأوروبية المنشودة في التعامل مع القضايا والتحديات المشتركة، وفي مقدمتها قضية الهجرة“.

واستنكر البرلمان العربي بشدة تدخل البرلمان الأوروبي، وإصراره على إقحام نفسه، في الأزمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا، التي يُمكن حلّها بالطرق الدبلوماسية والتفاوض الثنائي المباشر بين الدولتين.

وأكد البرلمان، في قرار صادر اليوم السبت بعد جلسة لمناقشة التوتر بين المغرب وإسبانيا، أن ”القرار الأوروبي، وما تضمنه من انتقادات واهية واتهامات لا أساس لها من الصحة، يمثل ابتزازا وتسييسا مرفوضا لجهود المملكة المغربية في مواجهة مشكلة الهجرة غير الشرعية“.

وأشاد بالجهود الحثيثة التي تبذلها المغرب في مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشددا على عروبة مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين والجزر المغربية المحتلة، وعلى ضرورة فتح هذا الملف باعتباره من مخلفات الحقبة الاستعمارية.

خلاف الداخلية والخارجية

وتناقلت وسائل إعلام إسبانية خلال الأيام الماضية، ما وصفته بالخلاف الشديد بين وزيرة الخارجية أرانشا لايا غونزاليس، التي قادت عملية إدخال غالي إلى إسبانيا بهوية مزورة، ووزير الداخلية فرناندو كراندي مارلاسكا، خصوصا أن الخبراء الأمنيين الإسبان يتوقعون أن يتراجع تعاون الرباط معهم بعد الحادثة التي أقدمت عليها أرانشا، فيما تعول مدريد كثير على ذلك التعاون بحسب ذات المصادر.

وكات الخارجية المغربية قد عددت في بيان سابق لها الزخم الذي شهده التعاون الأمني المغربي الإسباني خلال السنوات الماضية، مما يجعل مخاوف الداخلية الإسبانية من انهيار التعاون في هذا الصدد مشروعة، ويرجح اتهامات الخارجية الإسبانية للداخلية بتسريب خبر نقل غالي إلى مستشفى في لوغرونيو، بعد رفضه في ألمانيا.

وفيما كانت الداخلية قد حذرت سانشيز قبل الإقدام على إدخال إبراهيم غالي بهوية مزورة، منبهة إلى خطورة ذلك على العلاقات مع الرباط، أوضحت مصادر إسبانية أن وزيرة الخارجية بعثت بتطمينات إلى باقي مكونات الجهاز التنفيذي بكون العملية ستبقى سرية، قبل أن تفشل في ذلك وينتشر خبر دخول غالي إلى إسبانيا كالنار في الهشيم.