انطلاق مناورات “حماة النيل” العسكرية بين مصر والسودان

26

انطلقت في السودان يوم الأربعاء، مناورات “حماة النيل” العسكرية بين الجيش السوداني ونظيره والمصري، بالقرب من ولاية شمال كردفان لرفع القدرات واكتساب المهارات.

وقال الجيش السوداني إن تمرين “حماة النيل” الذي تشارك فيه كل من القوات البرية والجوية والدفاع الجوي من الجانبين، ينفذ في مناطق أم سيالة غربي أم درمان، ومدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، ومروي (شمال السودان)، مشيرا إلى أنه امتداد لتمارين سابقة.

وكانت القوات المصرية المشاركة في المناورات وصلت إلى قاعدة الخرطوم الجوية بداية الأسبوع الجاري، إلى جانب أرتال من القوات البرية والمركبات التي وصلت عبر البحر.

وتأتي مناورات “حماة النيل” في إطار التعاون التدريبي بين البلدين، وكانت مصر والسودان قد أجرتا بالتناوب مناورات “نسور النيل 1 و2”.

ووفقا للإعلام العسكري السوداني، فإن جميع المناورات تهدف إلى تبادل الخبرات العسكرية وتعزيز التعاون وتوحيد أساليب العمل للتصدي للتهديدات المتوقعة للبلدين.

وتزامنت المناورات مع تعثر مستمر لمفاوضات “سد النهضة” برعاية الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.

تمرين بري وجوي

والسبت، أعلن الجيش السوداني، في بيان، تمرين “حماة النيل” مع نظيره المصري، بين 26 و31 مايو الجاري.

وأوضح أنه “سيجرى تنفيذ تمرين (حماة النيل)، الذي تشارك فيه كل من القوات البرية والجوية والدفاع الجوي من الجانبين، في مناطق أم سيالة (شمالا) والأبيض (جنوبا) ومروي (شمالا)، وهو امتداد لتمارين سابقة”.

وفي اليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، وصول قوات برية وبحرية وجوية مصرية (لم يحدد عددها) إلى السودان، للمشاركة في التمرين المشترك “حماة النيل”.

وأضاف، في بيان، أن التمرين يعد “استمرارا لسلسلة التدريبات السابقة نسور النيل 1و2” في نوفمبر 2020، وأبريل 2021.

دفاع عن الحقوق

ونقلت وسائل إعلام عربية، السبت، عن الفريق عبد الله البشير، نائب رئيس أركان الجيش السوداني، قوله إن “القوات المشتركة ليست بالقليلة، وهذا التمرين له ما بعده، فهو امتداد لعدة تمرينات مختلطة (مشتركة) مع مصر”.

وتابع: “التدريبات ليست معنية بشيء بعينه، وسد النهضة يمكن هو جديد، والتدريبات غير مرتبطة به، لكننا نقول إننا نستفيد من خبرات الآخرين، لنكون مستعدين للدفاع عن حقوقنا لأبعد الحدود”.

وتتزامن المناورات مع تعثر مستمر لمفاوضات سد “النهضة”، برعاية الاتحاد الإفريقي، منذ أشهر.

والثلاثاء، أعلن كبير المفاوضين السودانيين في ملف السد، مصطفى حسين الزبير، خلال مؤتمر صحافي، أن إثيوبيا بدأت بالفعل الملء الثاني للسد بالمياه.

وتصر إثيوبيا على ملء ثانٍ للسد، يُعتقد أنه في يوليو وأغسطس المقبلين، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.

بينما يتمسك السودان ومصر بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على منشآتهما المائية، وضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.

وفي أقوى تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في 30 مارس الماضي، إن “مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل”.

تهديدات محتملة

والسبت، قال المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش السوداني العقيد الطاهر أبو هاجة، إن “حماة النيل 1″ هو قناعة السودان ومصر الراسخة بضرورة العمل الاستراتيجي المشترك لمواجهة التهديدات المحتملة وضرورة التنسيق المحكم للدفاع عن المصالح الحيوية الاستراتيجية في البلدين”.

وأضاف، في تصريحات صحافية أن هذا التمرين يأتي ضمن البرامج التدريبية المعد لها بين الجيشين السوداني والمصري.

وأوضح أنه عبارة عن مناورات مشتركة بين القوات الجوية والدفاع الجوي والقوات البرية السودانية والمصرية، وتدار بواسطة غرفة قيادة مشتركة من قوات البلدين.

ووصلت عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية المصرية، إلى دولة السودان، للمشاركة في تدريب «حماة النيل»، وسط ترحيب من اللواء ركن مالك الطيب، مدير إدارة التدريب بهيئة الأركان السودانية، الذي أشاد بـ«ما تتسم به القوات المصرية من كفاءة وجاهزية عالية وخبرات تدريبية وقتالية متميزة»، مؤكداً أن «التدريب يهدف إلى تبادل الخبرات، وتعزيز سبل التعاون العسكري بين البلدين».