سويسرا تستعد لاعتماد الروبوتات في الفصول الدراسية

179

سرّعت جائحة كوفيد-19 في وتيرة عملية الانتقال إلى التدريس عبر الإنترنت،

مما أثار تساؤلات حول دور الروبوتات في الفصول الدراسية. تقدم سويسرا

برامجها الخاصة بها في التعلم عبر الروبوتات، ولكن الطريق لا يزال طويلاً

قبل أن تحل هذه الروبوتات مكان المدرسين في القيام بمهامهم التعليمية.

 

“مرحباً بكم جميعاً، أنا ليكسي”، بهذه الكلمات يقوم روبوت يُشبه الإنسان في شكله بتحيّة قاعة فسيحة مزدحمة بالجمهور

في جامعة سانت غالن شرق سويسرا. في عام 2019، قامت سابين سوفيرت، أستاذة إدارة الابتكارات التعليمية في جامعة

سانت غالن، للمرة الأولى وعلى سبيل التجربة، باستخدام هذا الروبوت في محاضراتها. ويعمل “ليكسي” المجهز بخاصية الذكاء

الاصطناعي كروبوت محادثة مع الآخرين ويمكنه تنفيذ مهام مساعدة بسيطة مثل القيام بالبحث عن طريق غوغل. واليوم،

تبحث الجامعة عن سبل أخرى يمكن من خلالها استخدام الروبوت بشكل فعال في الفصول الدراسية.

 

 

في الفصول الدراسية في مختلف أنحاء سويسرا، بدأ روبوت آخر يشق طريقه في العملية التعليمية ببطء. “تيميو” هو صندوق

أبيض صغير مجهّز بعجلات قام المعهد التقني الفدرالي العالي في لوزان بتطويره. وتكمن ميزته الرئيسية في قدرته على

القيام بتعليم برمجة الكمبيوتر بطريقة سهلة لأطفال المدارس. ولأن آلية برمجته يسيرة، يمكن للأطفال الحصول من خلاله

على نتائج فورية لأعمالهم؛ فعلى سبيل المثال، يستطيعون تعليم الروبوت كيفية الرسم بحسب آليات مبرمجة مسبقاً.

وتُعتبر الروبوتات مثل ” ليكسي” و “تيميو” اليوم في طليعة التحول الرقمي الجاري في الفصول الدراسية ومدارج الجامعات

في سويسرا. وفي العديد من المدارس والجامعات، ساهمت جائحة كوفيد-19، إلى جانب التعلم القسري عن بُعد، على تسريع

هذا التحول التكنولوجي في العملية التعليمية.

بطبيعة الحال، يثير هذا التحوّل التكنولوجي، العديد من التساؤلات حول مستقبل التعليم: ما هي قدرات وسائل التعليم والتعلم

هذه؟ وهل المدارس والجامعات جاهزة لهذا التحول التكنولوجي؟ ثم كيف سيُعيد هذا التحول تحديد مهام المعلمين ورسم مجالها؟