للمرة الثانية في كندا.. العثور على 750 قبرًا جديدًا قرب مدرسة داخلية

41

كشفت مجموعة من السكان الأصليين فى كندا، أمس الخميس، النقاب عن العثور على أكثر من 750 قبرًا لمجهولين فى موقع مدرسة داخلية سابقة فى مقاطعة ساسكاتشيوان غرب البلاد، فى حادثة جديدة تعكس معاناة أطفال هؤلاء لعقود فى مراكز تعليمية تديرها الكنيسة الكاثوليكية.

وحسبما نقلت “فرانس برس”، كان التعرف على بقايا 215 طفلاً بالقرب من مركز تعليمى مماثل الشهر الماضى، أثار استياء كبيرًا فى البلاد.

وقال كادموس ديلورم، زعيم أمة كاويسيس، فى مؤتمر صحفى افتراضى، إن الرادارات المستخدمة فى عمليات البحث “رصدت 751 قبرًا لا تحمل أسماء” فى موقع مدرسة داخلية سابقة كانت تأوى أطفالاً من السكان الأصليين فى مارييفال فى ساسكاتشيوان.

واضاف أن “هذه ليست حفرة جماعية، بل قبور لمجهولين”.

وووفقًا لتصريحات ديلورم، فإن معظم الضحايا من الأطفال لكن روايات ناجين تشير إلى أنه قد يكون هناك بالغون أيضاً، لافتًا إلى أنه يفترض تحديد العدد الدقيق للضحايا فى الأسابيع المقبلة بسبب هامش خطأ للرادارات، وإمكانية أن يكون كل قبر يحوى رفات عدد من الضحايا.

كما أشار إلى أن الكثير من القبور شواهد تحمل أسماء الضحايا على الأرجح، لكن بعضها أزيل فى ستينات القرن الماضى من قبل “ممثلى الكنيسة الكاثوليكية”، وهو عمل إجرامى فى كندا.

وحول سبب نزعها، قال رئيس اتحاد الشعوب الأصلية فى مقاطعة ساسكاتشيوان، بوبى كاميرون، إنهم “كانوا بلا شك يحاولون إخفاء عدد الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة والقتل فى هذه المؤسسات”.

وأضاف فى المؤتمر الصحفى: “كانت هناك معسكرات اعتقال فى كندا”، مشيرًا إلى أن “كندا ستُذكر كأمة حاولت إبادة الأمم الأولى”.

ويحيي اكتشاف هذه القبور ذكرى الصدمة التي عاشها حوالى 150 ألف طفل من الهنود الأمريكيين والخلاسيين وغيرهم، الذين فصلوا عن عائلاتهم ولغاتهم وثقافاتهم وأدخلوا بالقوة حتى تسعينات القرن الماضى، إلى 139 مدرسة داخلية من هذا النوع فى البلاد.

وتعرض كثيرون منهم لسوء المعاملة أو انتهاكات جنسية، وتوفى أكثر من أربعة آلاف هناك، حسب نتائج توصلت إليها لجنة التحقيق تحدثت عن “إبادة ثقافية” حقيقية من قبل كندا.

فيما وصف رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو، العثور على هذه القبور بأنه “تذكير مخز بما تعرّضت وما زالت تتعرض له الشعوب الأصلية فى هذا البلد من عنصرية ممنهجة وتمييز وظلم”، داعيًا إلى “الإقرار بهذه الحقيقة واستخلاص العبر من ماضينا والمضى قدمًا فى مسار مشترك للمصالحة لكى نتمكن من بناء مستقبل أفضل”.

وبحسب الوكالة، بدأت عمليات البحث فى محيط مدرسة مارييفال فى نهاية مايو، بعد العثور على رفات 215 تلميذًا مدفونين فى موقع مدرسة كاملوبس الداخلية السابقة للسكان الأصليين فى مقاطعة كولومبيا البريطانية فى غرب كندا.

وسبب هذا الاكتشاف صدمة فى كندا وأعاد فتح النقاش حول هذه المؤسسات المكروهة التى أرسل أبناء السكان الأصليين قسرًا إليها لدمجهم فى الثقافة السائدة.

كما أحيت الدعوات الموجهة إلى البابا والكنيسة للاعتذار عن الإساءة والعنف الذي تعرض له طلاب هذه المدارس الداخلية. لكن الحبر الأعظم رفض تقديم اعتذارات من هذا النوع ما أثار غضب مجتمعات السكان الأصليين في كندا وخيبة أملها.

من جانبهم حث خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أوتاوا والفاتيكان على إجراء تحقيق سريع وكامل.