من روائع السينما العالمية .. “باراسايت”وعبقرية عكس صراع الطبقات

34

تربع فيلم “باراسايت” على قمة الدراما السينمائية ، مقدما عرضا غير مسبوق للصراع الطبقي ف المجتمعات وما آلت إليه طبيعة المستوى المعيشي والحيل المبتكرة للتغلب على ضيق الحال لدى بعض الشرائح المثقفة والفقيرة في آن.

 

الفيلم سيناريو: بونج جون هو , هان جين وون، وقصة وإخراج: هان جين وون، وتصوير سينمائي لهونغ كيونغ بيو, تحرير الفيلم: يانغ جين مو
وبطولة كانغ هو سونغ وكيم كي تايك, يو جيو جو وبارك يون كيو
ويقول الكاتب لاوين ميرخان Lawin Merkhan

أن القصة واضحة جدا ذات الرؤية العظيمة… تدور حول الاختلاف الطبقي في المجتمع من خلال عائلتان, اولا العائلة الفقيرة (عائلة كيم) تتكون افرادها من الزوج والزوجة والابن والابنة, تعيش في سرداب العمارة السكنية في الاحياء الشعبية, ثانيا العائلة الغنية (عائلة بارك) تعيش في قصر انيق مصمم بطراز الحداثة, وهنا نرى كيف تحصل العلاقة بين تلك الاسرتين او بالاحرى كيف تتطفل العائلة الفقيرة وتبني جسرا إلى تلك الفيلا الفخمة بحيلة بارعة.

الفيلم على قدر كبير من الواقعية, يمس المشاكل في ايامنا الحالية, على سبيل المثال في بداية الفيلم حينما يحاول الاخوين كيم الاتصال مجانا بشبكة الانترنت المجانية (واي فاي). يقال إن الفقر يدفع المرء إلى ابداع لسد احتياجات, لذلك تجد عائلة كيم اذكياء جدا, ليس فقط التظاهر على ساعدهم ليكونوا طفيليات تتغذى على اشخاص مثمرين, بل ايضا اذكياء في مهارات اخرى من اجل سبل العيش.

الجمال في فيلم براسايايت يكمن في السرد والذكاء في معالجة السيناريو, فكل شيء مقصود, على سبيل المثال التوكيد على المنزل الفخم المصمم على مذهب الحداثة والتجريد تعكس على الواجهات الخارجية المحاطة بحدائق جميلة, وهو من التصميم المعماري الخيالي (نامغوغ هيونيا) كما اوضحت مدبرة المنزل, اما الفضاءات الداخلية واسعة وفسيحة تحوي ديكورات رائعة تعبر عن الفن الرفيع. لم اخرج عن الموضوع, ففي الحقيقة هذا المنزل الحداثي يمثل جزء من القصة يحوي سر كبير يكمن في السراديب, استطاع الطفيليين استطاعوا الاستيلاء عليه بدون شعور اصحابه, لا يأتي في اعتقادك بانهم اناس اشرار, لا احد يستطيع لومهم لأن الظروف القاسية سبب في ما هم عليه الان.

المخرج السينمائي (هان جين وون) ذا الميول الاشتراكية, كما رأينا في فيلمه العظيم (محطم الثلج 2013 Snowpiercer), حيث يلمح في فيلمه (باراسايت) عن تسبب النظام الرأسمالي في تفاقم مشكلة التفاوت الطبقي في المجتمع. كما يروي لنا الاحداث تارة حزينة و تارة اخرى مضحكة, ففي لقاءات بين الشخصيات (الغنية والفقيرة) اضطربت فيها العواطف تتطلب ارتجال طرائق التعبير.