مهاجرون البوسنة يدعون الاتحاد الأوروبي لفتح الحدود أمامهم

17

يؤكد محمد أمين الإبراهيمي المدرس القادم من كابول، وهو ينظر باتجاه كرواتيا المجاورة غربا “سنجرب مرة أخرى” بعد ثلاثين محاولة للوصول إليها مع عائلته أعادته الشرطة على أثر كل منها إلى البوسنة حيث يعيش في منزل مهجور مع زوجته وابنته ذات العامين.

وتدين المفوضية الأوروبية الظروف المعيشية البائسة لآلاف المهاجرين العالقين في جيب بوسني على الطريق المؤدي إلى الاتحاد الأوروبي، وتطالب السلطات المحلية بتأمين مأوى لائق لهم.

لكن المهاجرين لا يرغبون في البقاء في هذه الدولة الفقيرة الواقعة في البلقان. وهم يحلمون بالاتحاد الأوروبي ويقولون إن مشاكلهم ستحل بشكل أسرع بكثير إذا تم فتح الباب لهم ببساطة.

في الواقع ، تمكن عشرات الآلاف من الأشخاص على مر السنين من عبور الحدود بشكل غير قانوني.

ويقول المدرس الثلاثيني القادم من كابول والمتعب من رحلته الطويلة وستة أشهر أمضاها في البوسنة “نريد أن نطلب وثائق في كرواتيا” ومنها نتوجه إلى سلوفينيا أو إيطاليا.

وتعطس ابنته مهسا التي تلهو بدمية على الأرض وهي مريضة منذ بداية الشتاء.

لم يمنع هذا الشرطة من طرد الأسرة باستمرار. كما أتلفت الهاتف المحمول لمحمد الإبراهيمي الذي يعد أداة أساسية للمهاجرين لتحديد طريقهم والبقاء على اتصال مع أقاربهم.

وتتقاسم عائلة ابراهيمي غرفة مع عائلتين أفغانيتين أخريين – ستة بالغين وأربعة أطفال – في بوسانسكا بوينا القرية الصغيرة الواقعة بالقرب من الحدود الكرواتية في شمال غرب البوسنة. وفي المنزل المتهدم بجدرانه غير المكتملة ، تعد النساء وجبة طعام من مواد غذائية يقدمها السكان.

ومنذ 2018، تشكل البوسنة جزءا اساسيا من “طريق البلقان” للمهاجرين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.

وكرواتيا هي الخطوة التالية نحو حياة أفضل يتخيلونها. لكن الشرطة الكرواتية التي تتهم بانتظام بارتكاب أعمال عنف تنكرها، تسهر على أمن الحدود.

ويقيم حوالى ثمانية آلاف مهاجر عالقين حاليا في البوسنة، يعيش كثيرون منهم في مراكز تديرها منظمة الهجرة الدولية بينما ينتشر آخرون في الغابة أو في منازل غير مأهولة.