هايتي تستعد لوداع الرئيس «مويز»

19

يودع الهايتيون الجمعة الرئيس جوفينيل مويز وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد اسبوعين على اغتياله في بلد يعاني

من الفساد والفقر وعدم الاستقرار السياسي.

ومن المقرر أن يدفن مويز الذي كان يبلغ 53 عاما عندما قتل بالرصاص في منزله في الساعات الأولى من السابع من تموز/

يوليو، في كاب هايتيان، المدينة الرئيسية في المنطقة الشمالية التي يتحدّر منها.

ووفقا للبرنامج الرسمي، من المقرر أن تبدأ الجنازة في الصباح وتستمر لساعات عدة، مع شاشات كبيرة معدة للمشيعين من

أجل متابعة الحدث.

ويتوقع أن ينضم إلى أرملة مويز في مراسم التشييع، أقارب الرئيس الراحل وأعضاء من مجلس الوزراء ومسؤولون حكوميون

حاليون وسابقون، فضلا عن شخصيات دينية وممثلي نقابات عمالية وجماعات من المجتمع المدني.

وساد الهدوء كاب هايتيان الخميس لكن اشتباكات اندلعت في اليوم السابق عندما قام قائد الشرطة ليون تشارلز بزيارة

للمدينة. واستقبل بصيحات استهجان أثناء مراجعته الترتيبات الأمنية للجنازة.

ويلقي سكان محليون باللوم على قائد الشرطة في عدم حماية مويز الذي أصيبت زوجته مارتين بجروح خطرة في هجوم

بالرصاص على ما يبدو نفذته مجموعة تضم جنودا متقاعدين كولومبيين، من دون وقوع إصابات في صفوف الحرس الرئاسي.

وحتى الآن، أوقف أكثر من 20 شخصا، معظمهم كولومبيون، وتقول الشرطة إن المؤامرة دبرها هايتيون لديهم طموحات

سياسية وعلاقات خارجية. لكن الغموض لا يزال يخيّم على القضية.

وأعرب الهايتيون عن صدمتهم لاعتبارهم أن الأشخاص المكلفين حماية الرئيس ومقر إقامته خذلوه. وتعاني الدولة الكاريبية

الفقيرة من الجرائم ووجود عصابات نافذة، وهي مشكلات تفاقمت خلال رئاسة مويز.

وأثارت وفاته توترا طويل الأمد بين شمال هايتي وغربها، وهو أمر يعزى جزئيا إلى الانقسامات العرقية التاريخية التي تعود إلى

الاستعمار الفرنسي بين السود الشماليين المتحدرين من العبيد والهايتيين ذوي البشرة الأفتح من أعراق مختلطة الذين

يعيشون في الجنوب والغرب.

حتى أن بعض السكان أقاموا حواجز على الطرق المؤدية إلى كاب هايتيان بهدف منع سكان العاصمة بور او برنس من حضور

الجنازة.

وقالت رئيسة بلدية كاب هايتيان إيفروز بيار “سنبذل كل ما في وسعنا لتكريمه بالطريقة التي يستحقها، بما يتماشى مع

أهميته لمدينتنا”.

دعاء من أجل العدالة 

أقيم قداس كاثوليكي لمويز الخميس في كاتدرائية المدينة تلاه موكب تكريمي.

وقالت امرأة كانت تقف قرب الكاتدرائية اسمها كارين “اغتياله أحزنني كثيرا. دعوت من أجل روحه. دعوت من أجل تحقيق العدالة”.

وأقيمت احتفالات تذكارية على شرف مويز هذا الأسبوع في بور او برنس أيضا.

وحضر إحداها رئيس الوزراء الجديد أريال هنري الذي أدى اليمين الثلاثاء وتعهد استعادة النظام وتنظيم انتخابات طال انتظارها

على النحو الذي يتماشى مع تطلعات الهايتيين والمجتمع الدولي.

وعيّنت وزارة الخارجية الاميركية الخميس مبعوثا خاصا جديدا لهايتي مكلفا المساعدة في تنظيم الانتخابات.

ولا يوجد في هايتي برلمان نشط وليس هناك إلا حفنة من أعضاء مجلس الشيوخ المنتخبين. أما الحكومة الموقتة التي شكلت

هذا الأسبوع، فليس لها رئيس.

واتصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بهنري الخميس وعبّر عن “التزام واشنطن دعم الشعب الهايتي عقب الاغتيال

الشائن” لمويز.

كما شدد بلينكن على “أهمية تهيئة الظروف اللازمة للهايتيين من أجل التصويت في انتخابات تشريعية ورئاسية حرة وعادلة

في أقرب وقت ممكن”.

وقالت واشنطن في وقت سابق، إن الانتخابات يجب أن تنظم في وقت لاحق من العام الحالي.

ودعت فرنسا الخميس الى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية “عندما تسمح الظروف بذلك”.

وحكم مويز هايتي، أفقر دولة في الأميركتين، بموجب مرسوم بعد تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 2018

بسبب خلافات عدة.

وبالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، كان من المقرر إجراء استفتاء دستوري في هايتي في أيلول/سبتمبر

بعد تأجيله مرتين بسبب كوفيد.