هل تشكل جنوب أفريقيا عائقاً أمام انضمام المغرب؟
دعوة مجموعة البريكس للمغرب للانضمام إليها، وهل ستكون جنوب أفريقيا سبباً محتملاً لرفض المغرب لهذه الدعوة؟ لنغوص في التفاصيل…
ما هي مجموعة البريكس؟
“البريكس” هو تكتل اقتصادي وسياسي دولي يضم خمس دول ذات اقتصادات صاعدة:
• البرازيل
• روسيا
• الهند
• الصين
• جنوب أفريقيا
تأسست المجموعة عام 2006 بمبادرة من الدول الأربع الأولى تحت اسم “BRIC”، ثم انضمت جنوب أفريقيا عام 2010 ليُضاف حرف “S” ويصبح الاسم “BRICS”. تهدف المجموعة إلى كسر الهيمنة الغربية على النظام العالمي وتعزيز التبادل التجاري بعملات محلية، بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات مالية بديلة مثل بنك التنمية الجديد (NDB).
لماذا قد تهم البريكس المغرب؟
تشير دعوة البريكس إلى المغرب إلى اهتمام المجموعة بضم “البوابة الغربية لأفريقيا”، لما يملكه المغرب من:
• موقع استراتيجي
• ميناء طنجة المتوسط العملاق
• نمو اقتصادي مستقر
• علاقات قوية مع الصين والهند وروسيا والبرازيل
لكن السؤال: هل المغرب سيقبل هذه الدعوة؟ أم أن هناك عوائق سياسية تحول دون ذلك؟
موقف المغرب: بين الترحيب والتحفظ
رغم إعلان جنوب أفريقيا في 2023 أن المغرب تقدم بطلب للانضمام إلى البريكس، إلا أن الرباط نفت الأمر تماماً، متهمة جنوب أفريقيا بالترويج “لأكاذيب”، ووصفت سلوكها بـ”المعادي بشكل سافر للمصالح الوطنية المغربية”.
السبب الرئيسي لهذا الموقف هو:
• دعم جنوب أفريقيا لجبهة البوليساريو
• اعترافها بما يسمى الجمهورية الصحراوية
التحفظ المغربي: بين السياسة والتحالفات
لا يقتصر تحفظ المغرب على الخلاف مع جنوب أفريقيا، بل يشمل أيضاً:
• حرصه على علاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وأوروبا
• عدم رغبته في الدخول في مواجهة غير محسوبة مع حلفائه الغربيين
• وجود علاقات ثنائية ممتازة مع معظم دول البريكس (باستثناء جنوب أفريقيا)، مما يغنيه عن الانضمام الكامل للتحالف
ما المكاسب المحتملة من انضمام المغرب للبريكس؟
رغم التحفظات، إلا أن هناك فوائد محتملة حال قرر المغرب الانضمام:
1. تقليل التبعية الاقتصادية للغرب
2. تعزيز النفوذ الجيوسياسي في أفريقيا
3. الاستفادة من تمويلات بنك التنمية الجديد لمشاريع الطاقة والبنية التحتية
تحديات داخلية تواجه البريكس نفسها
رغم قوتها النظرية، تعاني البريكس من:
• فشل في إصدار عملة موحدة حتى الآن
• تضارب الأولويات بين أعضائها (مثل “الحزام والطريق” للصين مقابل مشاريع الهند وروسيا)
• عدم تنفيذ مشاريع عملاقة مشتركة
• خلافات سياسية بين الأعضاء الجدد والقدامى
حتى أن السعودية جمدت عضويتها رغم إعلان انضمامها، ما يعكس وجود توازنات حساسة يصعب إدارتها.
لماذا تسعى البريكس لضم المغرب؟
البريكس، التي باتت تمتلك “بوابة شرقية لأفريقيا” عبر مصر، تسعى الآن للحصول على “البوابة الغربية” من خلال المغرب.
فميناء طنجة المتوسط، الذي بدأ العمل به عام 2007، أصبح اليوم من أكبر الموانئ في منطقة المتوسط، بطاقة تتجاوز 9 ملايين حاوية سنوياً.
هل البريكس بحاجة للمغرب أم العكس؟
الحقيقة أن البريكس هي من طلبت من المغرب الانضمام، وهذا يعكس:
• تقديراً لدور المغرب المتصاعد اقتصادياً
• مكانة المغرب الجغرافية والاستراتيجية
• رغبته في جذب استثمارات وشراكات طويلة الأمد
خبر دولي إيجابي: الإكوادور تفتح سفارة في الرباط
وفي تطور دبلوماسي لافت، أعلنت الإكوادور أنها ستفتح سفارة لها في المغرب بحلول يونيو 2025، في إطار توسيع علاقاتها في أفريقيا.
وأكدت مستشارة الرئاسة في الإكوادور، جابرييلا سومفيلد، أن الرباط وأبوظبي يمثلان سوقين مهمين في المنطقة، في خطوة تعكس ثقة دولية متزايدة في المغرب كقوة إقليمية صاعدة
فلسطين: القضية المركزية الأولى للعرب
كانت نكبة عام 1948 لحظة محورية شكلت بداية مأساة إنسانية كبرى، تمثلت في تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني قسرًا من قراهم ومدنهم، وإعادة رسم خريطة المنطقة، والدفع بصراع عربي-إسرائيلي ما زالت تداعياته قائمة حتى اليوم.
شكلت النكبة السبب المباشر في اندلاع سلسلة من الحروب والصراعات، أبرزها العدوان الثلاثي عام 1956، وحرب يونيو 1967 التي عُرفت بـ”النكسة”، والتي شهدت هزيمة كبرى للعرب، واحتلال إسرائيل لما تبقى من أرض فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، بالإضافة إلى احتلالها سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، ليدخل الصراع العربي-الإسرائيلي مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا.
يرى كثيرون أن النكسة لم تكن سوى امتداد لمشروع الإقصاء والهيمنة الذي بدأ منذ نكبة 1948، والذي سعى إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتغيير هوية المنطقة. وبرغم مرور أكثر من سبعة عقود، ما زالت قضايا اللاجئين الفلسطينيين، وحق العودة، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، تمثل نقاطًا محورية في أي مسار تفاوضي بين العرب وإسرائيل.
د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الحلقة :