د. خالد عمر يكتب: شكرا مستر جيروم باول

9

رغم التحفظات والانتقادات للإدارة الأمريكية وعلي رأسهم مستر ترامب وسيل القرارات العنترية التي يطلع بها علينا بشكل يومي أربكت المشهد السياسي والاقتصادي والتجاري العالمي.

ورغم هجومة المتواصل علي رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي السيد / جيروم باول ، والتهديد بإقالته ، ووصفة بأنه لايفهم في الاقتصاد شئ ، وتوجيهات وتصريحاتة الإعلامية بضرورة قيام البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ، بحجة إنخفاض أسعار النفط والطاقة عالميا وانخفاض كثير من أسعار السلع والخدمات محلياً .

ورغم كل ذلك ، ووسط هذا الجو المشحون بين ترامب وباول ، قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يوم الأربعاء، تثبيت أسعار الفائدة من دون تغيير موافقا توقعات الأسواق ،

حيث أبقت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المحددة لأسعار الفائدة برئاسة جيروم باول ، والابقاء علي سعر الفائدة الرئيسي في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، وهو المستوى المستقر عليه منذ ديسمبر الماضي.

علي الرغم من السيد/ ترامب هو من اختار وعين مستر جيروم كمحافظ لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عام 2018، إلا أنه قد حذره من السياسات الحمائية التي فرضها ترامب، وخاصة الرسوم الجمركية الواسعة على الشركاء التجاريين، والتي رأى أنها ستؤدي إلى بيئة تضخمية قد تربك مهمة الفيدرالي في تحقيق التوازن بين ضبط الأسعار وحماية سوق العمل.

– هل يحق لرئيس الأمريكي عزل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ؟

من الناحية القانونية، لا يمتلك الرئيس الأمريكي سلطة مباشرة لعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية ولايته، والتي تستمر لأربع سنوات، لكن يمكن اللجوء إلى إجراء قانوني معقد يتطلب إثبات وجود “سبب وجيه” للإقالة.

هذه العبارة القانونية، رغم عموميتها، تم تفسيرها تاريخياً على أنها حاجز يحمي استقلالية البنك المركزي. وإذا قرر ترامب المضي قدماً في الإقالة فإن القضية ستُحال على الأرجح إلى المحكمة العليا، في سابقة غير مألوفة في تاريخ الولايات المتحدة.

ورغم ذلك ، وفي هذه الأثناء، سيظل باول في منصبه، وربما تنتهي ولايته قبل البت في النزاع القضائي، مما يخلق حالة من الضبابية في الأسواق المالية، ويثير تساؤلات حول مستقبل القيادة النقدية في البلاد.

– لماذا واجب الشكر لمستر باول ؟
فهو يعطينا دروسا مستفادة عديدة ، أهمها :ـ’

1- المسؤلية والأمانة المهنية والوطنية هي الواجبة رغم كل الضغوطات والتحديات والصعوبات ، لا مجاملات علي حساب الوطن والمصلحة العامة.

2- الفرق كبير بين مسؤل فاهم وقوي ، وبين مسؤل جاهل وضعيف ، ومرتعش ، منافق : يفضل الوظيفه والكرسي علي مصلحة الوطن .

3- لا خوف ورهبة في قول الحق ، والثبات علي الموقف الصحيح : وهذا هو السلوك والمفهوم الإسلامي القويم : الساكت عن الحق شيطان اخرس ، فالحق : إسم من اسماء الله الحسني ، سلوك اسلامي من غير مسلم ، يجعل كل مسلم حق أن يخجل من نفسة .

4- لا تضيع الأمم و تندثر الحضارات الا بانتشار وشيوع الفساد والباطل والظلم بسبب كتمان الحق.

شكرا مستر جيروم باول ، وشكراً لكم