د. خالد عمر يكتب: قادة الناتو في لاهاي : قمة رائعة

8

بعد إعلان وقف الغارات والصواريخ والمسيرات و المتبادلة بين إسرائيل وإيران ، وقيام القوات الجوية بضرب ثلاث محطات نووية في فوردو واصفهان ونطنز ، فجاءه وبدون أي مقدمات أعلن عن نجاح السيد/ ترامب وإدارته بالنجاح في إقناع الطرفين موافقتهم علي وقف إطلاق النار وأنهاء هذا الصراع المسلح.

في أداء دراماتيكي ، أشبه بالاداء السينمائي والمسرحي ، التي تقدم علي مسارح لندن وباريس هوليوود ، أعلن السيد / ترامب علي نجاح العملية الجوية منقطع النظير ، والتدمير الكامل للمحطات الثلاث ، ومن المشهد الثاني نري إعلان أن الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية لم تنجح ، وان ذلك زاد إيران قيادة وجيشها وشعبها إصرارا وعزيمة علي المضي قدماً في برنامجها النووي ، وفي المشهد الثالث ، خرج زعيم الكتلة الديمقراطية بالكونغرس تشاك شومر بأن الرئيس ترامب بأنه قد خالف الدستور ، لانه لم يخطر الكونغرس مسبقا بذلك ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن بحاجة للقيام بهذه العملية التي تعرض المصالح الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والعالم لمخاطر كبيرة ، واضاف تشامر أن هذه العالمية عالية التكاليف والمخاطرة ، لم تحقق الهدف المعلن عنها ، وهو القضاء و تدمير البرنامج النووي الإيراني ، حيث أن من السابق لأوانه الاعلان عن ذلك ، خاصه في ورود تقارير بأن الأضرار الناجمة عن تلك الضربة كانت غير كبيرة وغير مؤثرة ، كما يروج لها ترامب وأعضاء ادارته.

الناتو – في لاهاي:
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي مدينة لاهاي الهولندية ، التي تحتضن قمة الناتو : حلف شمال الأطلسي والذي قد أُسس عام 1949 على يد 12 دولة غربية لمواجهة خطر الاتحاد السوفياتي آنذاك، ويضم حاليا 32 عضوا.

فقد تعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي في اجتماعهم اليوم الأربعاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي السنوي إلى ما مجموعه 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035 وهو ما طالب به ترامب في السابق ، وتحقق اليوم ، لتصبح موازنة الحلف السنوية تزيد عن تريليون دولار أمريكي سنويا لأول مرة منذ تأسيس الحلف ،وهو مبلغ ضخم وكبير .

كما تعهد أعضاء الحلف -في البيان الختامي لقمتهم في لاهاي- بتوسيع التعاون في الصناعات الدفاعية بين فيما بينهم وبين ضفتي الأطلسي ( أوروبا وامريكا وكندا).

وأكدوا على دعم طويل الأمد لأوكرانيا وإدراج المساعدات العسكرية لها ضمن الإنفاق الدفاعي، معتبرين روسيا “تهديدا طويل الأمد” لأمن أوروبا الأطلسي ، وهو ما يدل علي رضوخ ترامب وامريكا لمطالب أوروبا بضرورة الاستمرار في سياسة الدعم الكامل لأوكرانيا في نزاعها المسلح مع روسيا والذي علي مقربة من عامة الرابع.

ووفق الإعلان الختامي المشترك ، تعهد الأعضاء أيضا بإنفاق ما يصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات المتعلقة بالأمن مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف.

واعلن القادة إن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة “التهديدات الأمنية الهائلة”، خاصة ما وصفوه بـ”التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي والتهديد المستمر للإرهاب”… و ورود ” كلمة الإرهاب ” تعني التهديدات التي يتعرض لها الناتو سواء كانت من روسيا أو من غيرها ، وكلمة مطاطة : تتيح للحلف وأعضائه التدخل في أي مكان وأي زمان
تحت غطاء محاربة ومكافحة” الإرهاب”

قمة رائعة….
وقد أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقمة الحلف في لاهاي معتبرا أنها كانت “رائعة” وابلغ رئيس الوزراء الهولندي ” ديك شوف ” أن القمة كانت رائعة. كانت نجاحا كبيرا.. والمشاركة فيها كانت إيجابية للغاية وحققنا أمورا كثيرة” ، وهامة لحلف الناتو وأعضائه في هذا التوقيت الحساس الذي يمر به العالم من أحداث دقيقه وخطيرة .

كما أكد ترامب أن الولايات المتحدة التي تسهم بنحو ثلثي الإنفاق في الحلف طالبت مرارا بتغيير ذلك، واصفا التزام الدول الأعضاء برفع الإنفاق الدفاعي من 2% إلى 5% بأنه “خطوة تاريخية”.

وصرح بأن “لولا الولايات المتحدة لما كان الناتو موجودا”.

في سؤال له بخصوص رفض إسبانيا رفع مساهمتها الدفاعية في الحلف، وصف ترامب هذا الموقف بأنه “مريع”، متوعدا مدريد بدفع الثمن على المستوى التجاري، وفق تعبيره ، وقال : “سأقوم بالتباحث شخصيا مع المسؤولين الإسبان على زيادة إنفاقها العسكري.. وسنجبرهم على دفع ضعفي المبلغ المطلوب”.

ويسعى الأوروبيون من خلال زيادة سقف الإنفاق الدفاعي الذي حدده الرئيس ترامب، لإقناعه بالحفاظ على التوازنات داخل الحلف، وتجنب أي تخل أميركي مفاجئ وغير محسوب عن الدفاع عن أمن القارة الأوروبية ، والذي هدد وألمح به ترامب للقادة الأوروبيين وأعضاء الناتو في لقاءات واجتماعات سابقة .
التعليق:
حضور ترامب لهذا لاجتماع الناتو في لاهاي الهولندية اليوم ، والإشادة به وأنه رائع ، قد يوحي لبعض المحللين أنه جاء إلي لاهاي ليروج لنجاحه في الضربة العسكرية في لإيران ، والي نجاحه في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ،
والتغطية علي الصراعات السياسية التي يواجهها من الديمقراطيين ، الذي يتربصون لتنديد به وإدارته وسياستها الداخلية والخارجية ؟

خاصة وأنه منذ أيام قليلة غادر اجتماع الدول الصناعية السبعة والذي عقد في كندا ، بشكل مفاجئ ، ودون أي مبررات.

ما أتخذ من قرارات ، العسكرية والأمنية
قد يزيد من حرارة النزاع العسكري بين روسيا وأوكرانيا من جانب وبين روسيا والناتو وامريكا من جانب آخر.

أيضا ، أن تضمن القرارات للفظ وعبارة مكافحة الإرهاب ، فيه مصلحة لبعض الدول الحليفة لأمريكا من خارج الناتو
قد تستفيد من إمكانيات وصلاحيات ونفوذ الناتو الهائلة في أي وقت وفي أي مكان.
واخيرا ، نحن نري ونشاهد ونسمع العالم يتكل ويتحد ، وأين نحن من ذلك ؟
لعل القادم أفضل لنا ولهم والبشرية.