تطورات هامة تخص جبهة البوليساريو التي قد تقترب من إعلان استقلالها قريبًا في جنوب الجزائر. في الوقت ذاته، المغرب منشغل بمستقبله وآماله في الازدهار.
لماذا هذا التحليل؟
ما يجعلنا نطرح هذا الموضوع هو ما يظهر من تقارير وأخبار، حيث يشير العديد من المؤشرات إلى تصاعد التوترات في المنطقة. أبرزها التصريحات الأخيرة لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، والتطورات العسكرية الأخيرة بين الجيش الجزائري وميليشيات البوليساريو في جنوب الجزائر. كما شهدنا محاولات من قبل الجزائر للتخلص من بعض عناصر البوليساريو، مثل إرسال 2800 مقاتل مسلح إلى تونس باستخدام جوازات سفر جزائرية، وهو ما تم اكتشافه من قبل السلطات التونسية التي بدورها توقفت عن تنفيذ هذه الخطة.
تصعيد في التصريحات:
في الآونة الأخيرة، كانت هناك العديد من المناوشات والتصعيدات بين جبهة البوليساريو والجزائر. حيث يقال إن إبراهيم غالي، خلال اجتماع مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كان له خطاب حاد يعكس تصاعد التوترات بين الجانبين، في ظل شعور غالي بأن النظام الجزائري قد يقدمه “قربانًا” للولايات المتحدة أو الغرب.
تزايد الدعوات لتصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية:
التصعيد حول جبهة البوليساريو لا يقتصر فقط على التصريحات في الجزائر أو المغرب، بل بدأ يظهر بشكل أكبر على الساحة الدولية. فقد دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال اجتماع التحالف الدولي ضد داعش، إلى اعتبار الجماعات الانفصالية والإرهابية وجهين لعملة واحدة، محذرًا من أن دعم هذه الجماعات يساهم في انتشار الإرهاب ويقوض الأمن الإقليمي.
وفي وقت لاحق، في أبريل 2025، أعلن النائب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، جون ويلسون، عن تقديم مشروع قانون لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، متهمًا روسيا وإيران باستخدام هذه الجماعة لتحقيق مصالحهما في إفريقيا.
كما أبدت فرنسا اهتمامًا مشابهًا، حيث طالب النائب الفرنسي بيير هنري دومون بتصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية في بلاده، مشيرًا إلى ارتباطها الواضح بالإرهاب ودورها في تهريب الأسلحة، وهو ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
التهديدات الأمنية الإقليمية والدولية:
بحسب تقرير معهد الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكي، فإن البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية، بل تحولت إلى أداة تخريبية في يد النظام الجزائري والنظام الإيراني، مما يعزز التوترات الأمنية في شمال أفريقيا. كما يشير التقرير إلى أن هناك تعاونًا متزايدًا بين البوليساريو وجماعات إرهابية مثل داعش والقاعدة في المنطقة.
ويحذر الخبراء من أن استمرار دعم الجزائر للبوليساريو قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، خاصة إذا تم استخدام الأسلحة المتطورة ضد أهداف مدنية في الأراضي المغربية، مما قد يتسبب في جرائم حرب وفقًا للقانون الدولي.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الحلقة :