في الوقت الذي فشلت فيه الجزائر في تنفيذ خط الغاز الذي يمر عبر أراضيها، بدأ المغرب في تنفيذ مشروع غاز ضخم مع نيجيريا. هذا المشروع، الذي يسمى “أنبوب الغاز النيجيري المغربي”، سيكون الأطول في العالم ويهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا عبر 13 دولة إلى المغرب، ومن ثم تصديره إلى أوروبا عبر إسبانيا.
تبلغ تكلفة هذا المشروع حوالي 25 مليار دولار، وسيتمكن من نقل نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا. هذا المشروع يضمن أمن الطاقة في أوروبا ويخفف من اعتمادها على الغاز الروسي، وهو هدف استراتيجي مهم، خاصة في ظل الأزمة الحالية التي تعيشها أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا.
تأثير المشروع على الدول المشاركة
الدول المشاركة في هذا المشروع ستستفيد بشكل كبير على العديد من الأصعدة. من الناحية الاقتصادية، ستزداد الاستثمارات في هذه الدول، كما ستوفر فرص عمل ضخمة خاصة في نيجيريا والمغرب. على الصعيد الاجتماعي، ستتمكن دول مثل بنين، موريتانيا وساحل العاج من حل أزمات الكهرباء المزمنة لديها.
أما بالنسبة للمغرب، فسيتمتع بفرص تجارية ضخمة بفضل هذا المشروع الذي يعزز من مكانته كمركز إقليمي للطاقة ويعزز التعاون بين أفريقيا وأوروبا.
الجزائر.. بين الفشل والتخبط
في المقابل، الجزائر فشلت على مدار أكثر من 50 عامًا في تنفيذ مشروع مماثل، والذي كان يهدف إلى تمرير خط غاز من نيجيريا عبر النيجر إلى الجزائر ثم إلى أوروبا. رغم المحاولات العديدة، فشل المشروع وقررت النيجر الانسحاب منه لأنها تفضل علاقاتها مع المغرب على الجزائر.
الهجوم على الإمارات: خيوط المؤامرة
الهجوم الجزائري على الإمارات كان له خلفيات معقدة. يقال أن قطر، التي فشلت في دعم مشروع الغاز الجزائري، كانت وراء هذا الهجوم. الجزائر، التي كانت تروج للمشروع الغازي منذ عقود، شعرت بالتهديد بعد انضمام الإمارات للمبادرة الأطلسية والمشاركة في تمويل خط الغاز النيجيري المغربي.
هذا الهجوم هو نتيجة لتوترات بين الجزائر والإمارات، التي تعتبرها قطر خصمًا في المنطقة. لهذا السبب، كان الهجوم على الإمارات مدفوعًا من عوامل سياسية معقدة قد تضر بالعلاقات بين بعض دول الخليج ودول شمال أفريقيا.
د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الحلقة :