د ماك شرقاوي يكتب : تصاعد الخلاف بين ترامب وإيلون ماسك… من دعم سياسي إلى مواجهة مباشرة
للحديث حول الخلاف المتصاعد بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، والذي تطور بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
جذور الخلاف
منذ البداية، لم يكن إيلون ماسك من داعمي دونالد ترامب. ففي انتخابات 2016، أعرب ماسك صراحة عن عدم رضاه عن ترامب، وصرح بأنه لا يصلح لقيادة الولايات المتحدة. هذا التباعد السياسي استمر حتى الانتخابات التمهيدية لعام 2024، حيث أعلن ماسك دعمه لحاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، أحد أبرز منافسي ترامب في الحزب الجمهوري.
نقطة التحول: محاولة الاغتيال
التحول الكبير في موقف ماسك جاء عقب محاولة الاغتيال الفاشلة لترامب في يوليو 2024. بعدها، أعلن ماسك دعمه الصريح لترامب، ليس فقط بالكلمات، بل بدعمه بمبلغ ضخم قُدر بـ300 مليون دولار، بالإضافة إلى دعم واسع عبر منصته “إكس” (تويتر سابقًا) التي تضم مليارات المستخدمين.
لكن رغم كل ذلك، يرى البعض أن دعم ماسك لم يكن حاسمًا في فوز ترامب، وإن كان قد لعب دورًا مؤثرًا. في المقابل، استغل ترامب علاقته بماسك لصالحه، ومنحه دورًا غير رسمي لكنه حاسم، ليكون مسؤولًا عن “المهام الصعبة” في الحكومة الفيدرالية.
ماسك في الواجهة
كان من بين هذه المهام توصية ماسك بفصل نحو 220 ألف موظف فيدرالي، وتجميد برامج اجتماعية كبرى، منها برامج تابعة لوكالة USAID. هذه السياسات جعلت ماسك عرضة لغضب شعبي واسع، وصل إلى حد حرق محطات شحن تابعة لتسلا وتخريب سياراتها ومعارضها.
ومن هنا بدأت العلاقة بين الطرفين تأخذ طابعًا أكثر توترًا، خصوصًا عندما تقدم ترامب بمشروع موازنة وُصف بأنه تجاهل توصيات ماسك بشأن تقليل الإنفاق، وزاد بدلاً من ذلك المصروفات الحكومية.
ملف سبيس إكس ووكالة ناسا
الخلاف تصاعد مؤخرًا بسبب ملفات تتعلق بشركات ماسك، وخاصة سبيس إكس، المتعاقدة مع وكالة ناسا في مشاريع تتعلق بمحطة الفضاء الدولية والمريخ. وكان ماسك قد اقترح تعيين رجل الأعمال الثري “إيزاك” مديرًا لوكالة ناسا، وهو ما وافق عليه ترامب مبدئيًا، قبل أن يتراجع تحت ضغط من مستشارين عرضوا أدلة على دعم إيزاك السابق للحزب الديمقراطي.
هذا التراجع أثار غضب ماسك، الذي بدأ في الهجوم العلني على ترامب، مؤكدًا عبر تغريدات قوية أن لديه مستندات تدين ترامب في ملفات حساسة، من بينها ما يتعلق بجيفري إبستين.
مستقبل العلاقة
التهديدات المتبادلة والتصريحات النارية بين الطرفين قد تُنذر بمزيد من التصعيد في المستقبل، خصوصًا في ظل ارتباط ماسك بعدد من العقود الحكومية الحساسة، والتي يملك الرئيس الأمريكي صلاحية إصدار أوامر تنفيذية لإنهائها.
فى النهاية
العلاقة بين ترامب وإيلون ماسك مرت بمراحل عديدة من التباعد ثم التقارب، إلى أن وصلت اليوم إلى مرحلة صدام علني. ورغم دعم ماسك الكبير لترامب في وقت سابق، إلا أن الخلافات حول إدارة الحكومة الفيدرالية، والقرارات السياسية والاقتصادية، أصبحت تهدد مستقبل هذا التحالف الهش.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الحلقة :
