د محمد الألفي يكتب : مصر – معركة التنمية – معركة الوعي

400

 

سنوات ست فقط تشهد بناء دولة جديدة حديثة في كافة قطاعات التنمية لنتحدث عن مشروعات تتجاوز 303 مليار دولار في وقت عصيب منذ البداية مرورا و وصولا إلي جائحة التدمير الممنهج لإقتصاد العالم .

كما نعلم أن من يتوجه للتنمية فهو يؤمن بعمارة الأرض و هذا أمر يتطلب من لديه رؤية حكم و حكمة و علم و هذا ما نشاهده حتي هذه اللحظة في ظل الإدارة السياسية الحالة للرئيس عبدالفتاح السيسي .

هنا لن أتطرق إلي تفاصيل المشروعات العملاقة و التي تشيد بها كافه المؤسسات العالمية من حيث حجم المشروعات و سرعة الإنجاز و حجم الإنفاق العام .

يكفي هنا أن اذكر لكم رقما لمبلغ الإستثمار في قطاع النفط و الغاز في آخر 6 سنوات هو حوالي 70 مليار دولار تنوعت بين إستثمارات وطنية و أجنبية و هذا بخلاف رقم المشروعات أعلاه الذي تجاوز 303 مليار دولار .

حيث ترغب مصر بالوصول إلي مبلغ تريليون دولار مشروعات تنموية و ناتج قومي مرحلي يبدأ بالوصول إلي تريليون دولار و يتدرج لاحقا إلي عده تريليونات بحلول 2030 .

كل هذه أمور حقيقة و مباشرة وً مرئية للعيان و سترون مصر مختلفة في غضون ثلاث سنوات و كل 24 ساعة هناك جديد علي الأرض في شتي المجالات .

لكن الأمر الذي يدفع للتفكير مليا و يتوجب طرح تساؤلات حول التنمية و أولها هل يقدر المواطن و يستوعب ما يحدث فعليا .

لأن التواصل المباشر مع كافه وسائل التعبير عن الرأي و التواصل المباشر مع الأفراد و التجمعات يؤكد أن جزء كبير لا يقدر حجم هذه المشروعات و لا فوائدها لمستقبل الدولة المصرية بل جزء كبير يتقول و يفكر لماذا لم تمنح هذه الأموال أو جزء منها بصورة مباشرة للشعب و جزء آخر يري أن الدولة كان يجب أن تقوم بتعويم جزء من المصانع التي أغلقت مع فوضي 2011 و التي يتجاوز عددها أكثر من 5000 مصنع و غير ذلك أن هناك من يري و لا يؤمن بما تقوم به الدولة من بناء عاصمة جديدة و مدن ذكية لإعادة التوزيع الديموجرافي للدولة المصرية و هذا يثبت أننا أمام حالة خلل فكري جماعية يؤكد أننا أمام معركة كبري للوعي لا تقل عن معركة التنمية .

لكن السؤال الذي يحتاج إجابة من الذي يتحمل المسئولية في إعادة تشكيل الوعي الجمعي العام للمجتمع المصري بكل فئاته المختلفة .. هل هي الحكومة أم المؤسسات الثقافية .. أم التعليمية .. أم النخب .. أم الإعلام .. أم هي مسئولية الجميع .

لأنه من خلال المتابعة المباشرة أن كل وجهه تعزف عزفا منفردا في محاولة للتفرد بأنها صاحبة السبق فيما تقدم و هذا يقدم نموذجا غير جيد نهائيا للصراع بين كل العاملين في هذا المجال وًهذا لا يخدم من قريب أو من بعيد معركة التنمية التي يمثل عدم النجاح فيها تدميرا للتنمية الغير مسبوقة التي تعيشها مصر و تخطط لها لعقود قادمة .

الوعي الجمعي للمجتمع ليس وليد الصدفة و لايولد بمقال أو تقرير متلفز أو عبر أثير الإذاعة فقط بل يعتمد علي التثقيف و التدريب و التطبيق لنصل إلي نتيجة عادلة نحمي بها وطنا يضرب بجذوره في أعماق التاريخ .

يجب أن يستدعي لهذا الأمر علماء الإجتماع و علم النفس و فرق علمية لدراسة الظواهر السلوكية و كيفيه التعامل معها و دراسه المتغيرات المحتملة لها و كيفيه مواجهتها و إعداد دراسات لهذا أيضا بمعني أن يكون التحرك علمي مدروس تقوم كل المؤسسات بتطبيقه في آن واحد كل في مجال تخصصه لكي نستطيع الحصول علي نسبة نجاح لابد أن تتجاوز 85% في المرحلة الأولي لتطبيق هذا البرنامج الشامل للتوعيه ثم يلي ذلك المرحلة الثانية لدراسة أوجه الخلل في المرحلة الأولي و كيفيه الوصول إلي نسبة ال 15% التي لم نصل لها في المرحلة الأولي

و هذا حتي نتجاوز فوضي الصراع و الإجتهاد العشوائي الذي نشاهده يوميا و الذي ينذر بعواقب وخيمة حال إستمراره علي هذا النهج .

ستبقي مصر ما بقيت الدنيا .. مصر منذ بدء الخليقة و حتي قيام الساعة .