رمزي سليم يكتب: «السفينة الجانحة» وفن إدارة الأزمات

185

فى الوقت الذى كانت فيه وسائل الإعلام الأجنبية تبث وبشكل لحظى

اخباراً وتقارير مغلوطة بل أن كثير منها لا يمت للحقيقة بأى صلة

وكأنها تتناول حادث آخر خير حادث السفينة البنمية الجانحة فى الممر الملاحى لقناة السويس ،

 

 

 

كانت على الجانب الآخر السواعد المصرية الأصيلة تعمل فى صمت وبعيداً عن “الشو الإعلامى” بل كانت الدولة المصرية وعلى

رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى تدير الأزمة بشكل احترافى وبأسلوب غير مسبوق وذلك بوضع حلول وأفكار تتلاءم

 

مع الواقع من خلال ٣ سيناريوهات أساسية من أجل الوصول الى حل سريع وعاجل وبأقل خسائر ممكنة سواء على قناة السويس أو على السفن التى تعطلت وتأخر عبورها نتيجة هذا الحادث.

 

ليس هذا وحسب بل أنه فى الوقت الذى كان خبراء إدارة الأزمات الملاحية فى العالم يؤكدون أن حل هذه الأزمة قد يتطلب عدة

أسابيع كانت هناك “إرادة” قوية و”إدارة” حكيمة للأزمة ترى عكس ذلك فقد لجأ خبراء هيئة قناة السويس الى طريقة ”

 

 

التكريك” وهى طريقة لم يتطرق اليها الخبراء الأجانب بل أنهم ربما يكونوا قد استبعدوها تماماً نظراً لصعوبة العمل بها فى

مثل هذا الحادث الكبير نتيجة لتقديرهم لصخامة السفينة وبما بها من حمولة كبيرة قد يترتب عنها اثاراً سلبية كبيرة على

المجرى الملاحى فى حالة فشل طريقة “التكريك” .

 

لقد اسعدنى واثلج صدرى وصدور الملايين من المصريين والعرب فجر يوم الأحد وعلى مدى يومين متتاليين ونحن نتابع نجاح تجربة التكريك التى نفذها رجال هيئة قناة السويس والتى تكللت بتحريك السفينة بالفعل فى حدث عالمى غير مسبوق وفى

 

تجربة اعتقد أنها سوف تغير من نظريات التعامل مع الأزمات الملاحية فى العالم فهى فى تقديرى الشخصى تمثل معجزة

بكل ما تحمله الكلمة من معنى بل أنها تمثل قيمة مضافة للعقل المصرى الذى لا يعرف المستحيل ولا يتعامل مع النظريات كونها ثوابت غير قابلة للتعديل طالما هى من صنع العقل البشرى .

 

فضلاً عن ذلك فإن أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس وضعت أيدينا على مسألة فى منتهى الاهمية وهى ان الدولة المصرية لم تعد كما كانت منذ عقود سابقة فقد كشف حادث السفينة عن فن إدارة الأزمة الذى ظهر بوضوح فى تعامل مصر

 

مع الحالة بمنتهى الانضباط وضبط النفس، بعيدا عن استفزازات وسائل الاعلام العالمية فقد كانت المتابعة من جانب السيد الرئيس تتم بشكل متواصل كما حرصت هيئة قناة السويس على اصدار بيان كل ٦ ساعات لاطلاع العالم على ما يحدث بكل وضوح

 

وشفافية فليس لدينا ما نخفيه على أحد فالحادث بعيد كل البعد عن القناة لأن القناة مؤهلة بالفعل لعبور سفن اكبر من هذه السفينة التى سبق لها من قبل عبور القناة من قبل دون أى مشاكل .

 

كما كشفت الأزمة ايضاً عن روح الأخوة التى تربط مصر بأشقائها من الدول العربية واخص بالذكر دولة الإمارات العربية التى

بادرت بمد يد العون والمساعدة فور وقوع الحادث وهو ما ترجمته فى بيانها الذى صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولى

 

وترجمه بشكل عملى الدكتور حمد السامسى سفير الامارات بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية فقد كان

طوال اليوم وحتى فى اوقات متأخرة من الليل يسأل عن الجديد ويتابع أخر التطورات وهو أمر ليس جديد على دولة الامارات التى

 

تقف دائما. الى جانب مصر بكل ما تمتلك من إمكانات وهو مبدأ ارسى قواعده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد والذى أصبح نهجاً أساسياً

تسير عليه دولة الإمارات فى مختلف المجالات وعلى كافة الاصعدة.

ونثمن أيضاً دور المملكة العربية السعودية وبيانها الصادر من وزارة الخارجية الداعم للمجهودات المصرية وعرض كافة وسائل الدعم من منطلق روح الأخوة في وقت الأزمات .
ولا أبالغ فى القول بأن ما تناوله برنامج الإعلامي والمحلل السياسي ماك شرقاوي الذى يحمل اسم ” من أمريكا” و يتم بثه من

 

واشنطن يمثل حائط صد منيع أمام “الفبركات الاعلامية” التي كانت تبث سمومها عن طريق أبواق اعلامية مأجورة ، ليس هذا

وحسب بل أنه سبق بالفعل جميع القنوات في نشر الحقائق من أرض الواقع لحظة بلحظة وقام بنشر البيانات الرسمية عبر الصفحات الرسمية ليقدم نموذجاً مشرفاً للإعلامي الوطني العاشق لتراب مصر.

تحية من القلب الى كل من شارك ولو بقذر ضئيل فى تجاوز هذه الأزمة على هذا النحو من الروعة .. وتحية الى كل وطنى

شريف يعمل باخلاص من أجل هذا الوطن الذى ينهض وبقوة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى الزعيم الذى لا يعرف المستحيل ولا يستلسم للأمر الواقع.