كأس أوروبا: باقي 100 يوم علي انطلاقها البطولة

45

يصادف يوم الأربعاء الثالث من آذار/مارس العد التنازلي لبقاء 100 يوم على انطلاق كأس أوروبا

لكرة القدم، وسط الكثير من عدم اليقين بشأن كيفية ومكان إقامة البطولة

التي تم تأجيلها من الصيف الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا.

 

 

من المقرر إقامة المباراة الافتتاحية بين تركيا وإيطاليا في 11 تموز/يوليو على الملعب الأولمبي في العاصمة روما، فيما

يستضيف ملعب ويمبلي في العاصمة الانكليزية لندن سبع مباريات في البطولة، بما فيها مواجهتي الدور نصف النهائي

والمباراة النهائية.

كان قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “ويفا” بتنظيم المنافسة لأول مرّة في 12 مدينة مختلفة على امتداد القارة العجوز

احتفاء بالذكرى الستين لتأسيسها، تحديًا لوجستيًا حتى قبل قيود السفر المشددة التي فرضها العديد من البلدان بسبب

كوفيد-19.

تمكنت كرة القدم النخبة في الدرجات الاولى في غالبية الدوريات الاوروبية من الاستمرار بفضل بروتوكولات صحية صارمة

وضعتها منذ الموسم الماضي، ولكن خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير وفي ملاعب خالية من الحماس والاثارة.

في ضوء التحديات اللوجستية، تم نقل عدد من مباريات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في الأسابيع الأخيرة

إلى ملاعب محايدة نتيجة قيود السفر التي فرضها بعض البلدان للحد من انتشار السلالات الجديدة من الفيروس.

ويصر الاتحاد القاري حتى الآن على إقامة (يورو) في 12 مدينة هي لندن، غلاسكو، دابلن، أمستردام، كوبنهاغن، سان بطرسبرغ،

بلباو، ميونيخ، بودابست، باكو، روما وبوخارست.

إلا أن ويفا منح مهلة لتلك المدن حتى أوائل نيسان/ابريل المقبل، للإبلاغ عما إذا كانت في وضع يسمح لها باستقبال المشجعين

في الملاعب وما هي النسبة الاستيعابية.

 

وقال السلوفيني ألكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة في كانون الثاني/يناير الفائت “المشجعون يشكلون جزءا

كبيرًا من ميزة كرة القدم”.

وتابع “يجب أن نفسح المجال أمامنا للسماح بعودتهم الى الملاعب”.

 

هل انكلترا قادرة على استضافة البطولة بأكملها؟

أجبرت لوجستيات وقيود السفر، فضلاً عن العواقب الاقتصادية لخوض بطولة قارية خلف أبواب موصدة، الاتحاد الاوروبي على

التفكير في خطة طوارئ.

أدى ذلك الى ظهور شائعات أفادت بنقل البطولة بكاملها الى بلد واحد إذا كان ذلك من شأنه أن يساهم في بيع عدد أكبر من تذاكر المباريات.

مع تقدّم بريطانيا في حملة التلقيح ضد فيروس كورونا مقارنة بباقي البلدان المضيفة، وفي الوقت الذي يملك العديد من

اندية الدوري الممتاز ملاعب كبيرة قادرة على استيعاب آلاف الجماهير، ذكرت تقارير صحافية عن إمكانية استضافة انكلترا

للبطولة بأكملها.

وقد تلقى 20 مليون شخصًا في بريطانيا الجرعة الاولى من اللقاح، اقله في حين تخطط البلاد لتلقيح كامل مع حلول نهاية

تموز/يوليو.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقابلة نشرتها صحيفة “ذي صن” الثلاثاء إن انكلترا مستعدة لاستضافة

مباريات إضافية عن تلك المقررة على أراضيها.

كما أشارت الصحيفة ان الحكومة البريطانية تجري محادثات مع “ويفا” لتنظيم المزيد من المباريات في إنكلترا، على الأرجح في لندن، بسبب ارتفاع الاصابات في القارة وسط بطء في حملة التلقيح.

وبعد أن قال متحدث باسم جونسون الأسبوع الماضي إن التقارير التي أشارت الى إمكانية استضافة إنكلترا للبطولة بأكملها

هي “مجرّد تكهنات”، أكد رئيس الحكومة على “أننا مستعدون لاستضافة كل المباريات الأخرى التي يرغبون في اقامتها”.

وتابع “إذا كانت هناك مباريات أخرى يريدون تنظيمها، فنحن مستعدون لاستضافتها، ولكن في الوقت الحالي، ويفا هو من يهتم بالمسألة”.

في سياق متصل، أشارت “ذي صن” الى أن وزير المالية البريطاني ريشي سوناك سيعلن الاربعاء عن ميزانية قدرها 2,8 مليون جنيه إسترليني (3,2 مليون يورو) لملف مشترك بين المملكة المتحدة وايرلندا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030.

وفق خطة إعادة فتح البلاد التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية الأسبوع الفائت، سيسمح بحضور 10 آلاف مشجع او ربع القدرة

الاستيعابية (يعتمد العدد الأقل) بالنسبة للملاعب التي تتسع لأكثر من 16 ألف شخصا، بدءا من 17 أيار/مايو.

فيما قد تشهد الملاعب مدرجات ممتلئة بالكامل بدءا من 21 حزيران/يونيو على أقرب تقدير.

من المقرر إقامة الدور نصف النهائي والمباراة النهائية في 6، 7، و11 تموز/يوليو، إلا أن أولى المباريات التي ستستضيفها

لندن ستكون في 13 حزيران/يونيو.

وإذا سارت خطة إعادة فتح البلاد بشكل جيد تزامنًا مع تحسن الوضع الصحي، سيكون ملعب ويمبلي قادرًا على استقبال

الجماهير بسعة استيعابية كاملة في آخر مباراة من دور المجموعات والدور ثمن النهائي في ويمبلي.

إلا أن الحكومة الاسكتلندية كانت أكثر حذرا حيال المسألة، ما يعني أن الوضع في غلاسكو أقل وضوحا.

مع ذلك، بعد قرابة العام من المباريات والمنافسات خلف أبواب مغلقة، قد يكون الاتحاد الأوروبي للعبة قلقًا من إمكانية تضاؤل

اهتمام بعض المشجعين باللعبة الشعبية.

كما من غير المتوقع أن تكون ظروف المشجعين الراغبين في السفر لمؤازرة منتخبات بلادهم مريحة جدًا.

قال رونان ايفان، المدير التنفيذي لرابطة مستقلة لمشجعي كرة القدم في القارة العجوز “فوتبول سابورترز يوروب” لوكالة

فران برس إن “أفضل سيناريو محتمل هو أن تكون الملاعب ممتلئة بنسبة 25 إلى 30 في المئة”، مضيفًا ان العديد من المشجعين الذين اشتروا تذاكرهم يخططون لإلغاء حجوزاتهم.

وتابع “من المحتمل ألا يسمح بعض البلدان لحاملي التذاكر بدخول أراضيه إذا لم يكونوا من المقيمين، أو الدخول فقط عبر رحلات

خاصة على أن يتم نقلهم بالحافلات من المطار إلى الملعب. هذا ليس احتمالًا ممتعًا للجميع.”

مع ذلك، فإن احتمال السماح بالحضور الجماهيري، على الأقل في بعض البلدان، وتخفيف إجراءات الإغلاق في جميع أنحاء أوروبا

مع حلول الصيف، يشكل الأمل في عودة الحماس والاثارة الشغف للبطولة.

هذا ما يعوّل عليه ويفا تحديدًا ا لكن تنتظره قرارات صعبة بشأن كيفية إقامة البطولة، لا سيما إمكانية نقلها الى بلد واحد.