د. ماك شرقاوي يكتب: صراع نووي على الأبواب: الهند وباكستان تتأهبان لحرب شاملة

1

تصاعدت التوترات بين الهند وباكستان بشكل دراماتيكي في الأيام الأخيرة، وسط تحذيرات من دخول الجارتين النوويتين في صراع شامل قد يهدد أمن منطقة جنوب آسيا والعالم بأسره.

تنامي المخاوف من اندلاع الحرب بين البلدين جاء على خلفية التدهور السريع في العلاقات، وسط تبادل للاتهامات، وتحركات عسكرية ملحوظة على جانبي الحدود، ما دفع المحللين إلى الحديث عن “طبول حرب” بات صوتها مسموعًا في أنحاء القارة الآسيوية.

وفقًا لمراكز التصنيف العسكرية الدولية، تحتل الهند المرتبة الرابعة عالميًا من حيث القوة العسكرية، بينما تأتي باكستان في المركز الثاني عشر. وتخصص الهند ميزانية دفاع ضخمة تُقدّر بـ75 مليار دولار سنويًا، مقابل 7.6 مليار دولار تخصصها باكستان، ما يعكس تفاوتًا كبيرًا في القدرات العسكرية بين البلدين.

في سلاح الجو، تمتلك الهند نحو 2300 طائرة، بينها 513 طائرة مقاتلة من طراز رافال وسوخوي، بينما تمتلك باكستان 1400 طائرة، بينها 328 طائرة مقاتلة.

أما على صعيد القوات البرية، فتتفوق الهند بعدد الدبابات والمركبات المدرعة، حيث تمتلك 4200 دبابة و150 ألف مركبة مدرعة، مقابل 2630 دبابة و50 ألف مركبة مدرعة لدى باكستان. إلا أن الأخيرة تُظهر تفوقًا في أنظمة المدفعية والصواريخ الأرضية، ما يمنحها الأفضلية في حال نشوب حرب برية.

وفي المجال البحري، تميل كفة التفوق إلى الهند التي تمتلك أسطولًا من 300 قطعة بحرية، تشمل حاملتي طائرات و18 غواصة (بينها غواصة نووية)، بينما تملك باكستان نحو 120 قطعة بحرية، بينها 8 غواصات فقط.

لكن المعادلة الاستراتيجية الأكثر خطورة تكمن في الترسانة النووية لكلا البلدين؛ إذ تمتلك الهند 180 رأسًا نوويًا، مقابل 170 رأسًا نوويًا لدى باكستان، إلى جانب صواريخ باليستية لدى الجانبين.

تصريحات المسؤولين في البلدين لم تساهم في تهدئة الموقف، بل على العكس، زادت من تأجيج الوضع. ففي حين أكد وزير الدفاع الهندي أن بلاده “لن تتهاون مع أي تهديد لأمنها القومي”، شدد رئيس الوزراء الباكستاني على أن “الرد سيكون حاسمًا إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء”.

وبينما تحذر تقارير استخباراتية من احتمالية تحول أي اشتباك محدود إلى نزاع واسع النطاق، أعربت عدة دول حليفة للطرفين عن قلقها البالغ. الولايات المتحدة والصين دعتا إلى ضبط النفس، في حين طالبت روسيا والأمم المتحدة بضرورة العودة إلى الحوار.

وسط هذه الأجواء المشحونة، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، فيما يراقب العالم بحذر شديد كل خطوة على الحدود الهندية الباكستانية، في وقت لا يتحمل فيه العالم حربًا جديدة، خاصة إذا كانت بين دولتين تمتلكان السلاح النووي.

د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي

رابط الحلقة :