المستشار الدكتور خالد السلامي يكتب .. لا تتبع آثار الأقدام

121

يقول كريستوفر مورلي “ليس هناك سوى نجاح واحد، وهو أن تستطيع أن تحيا حياتك على طريقتك الخاصة.”

 بحثك عن طريقك هو الخطوة الأولى نحو النجاح. إن نجاحك ليس نهاية القصة، وليس وصولك لهدفك، لكن النجاح هو تحديدك للطريق الصحيح نفسه. إن تحديدك للطريق الصحيح أهم بكثير من الوصول لنهاية ذلك الطريق خلال رحلة النجاح واكتشاف الذات. إن أهم خطوة بعد ركوب السيارة باتجاه وجهتك هي تحديد مسارك وطريقك الصحيح. إن الطريق هو من سيجعل رحلتك ناجحة أو فاشلة، هو من سيقرر إن كانت رحلتك طويلة أو قصيرة.


رحلة النجاح هي حالة مستمرة لا تتوقف من النمو والتغيير. عندما نجعل نهاية الطريق هي النجاح، نكون قد جعلنا للنجاح حدود ينتهي بها. لذلك قلنا إن النجاح هو الطريق وليس الوصول. اختيار الطريق الصحيح هو قرار مصيري تعتمد عليه حياتك ومصيرك، لذلك هو من أصعب الاختيارات والقرارات. الكثير من الناس ضاعت حياتهم بدون أن يحددوا طريقهم ويرسموا مساراتهم، لذلك قد عاشوا حياتهم تابعين لقرارات غيرهم، فليس لهم طريقهم الخاص ولا قرارهم المستقل. وبعض هؤلاء لم يقدر حتى على اتباع غيره فعاش مشتتا بدون طريق محدد فضاعت حياته بلا هدف.


هل جربت يوما أن تسير في وسط غابة متشعبة المسارات كثيفة الأشجار؟ بل تخيل معي أنك لو سلكت أحد تلك الطرق والمسارات لن تقدر أن تعود للوراء مجددا، فأي تلك الطرق ستختار؟ وكم تحتاج من الوقت حتى تتخذ قرارك الأخير؟


كثيرين هم من قضوا سنين عمرهم في حيرة وتردد وارتباك، بل إن منهم من ترك مسؤولية الاختيار لغيره وقرر الانتظار. الخاسر هو من قرر انتظار الآخرين حتى يأتوا ويأخذوا بيده. كثير من هؤلاء انقضت حياتهم في الانتظار ليودعوا الحياة بأسرها دون أي انجاز، أو حتى محاولة واحدة. بعض هؤلاء ليم يكن يفهم الحياة، وقرر العيش فيها بأقل مستوى من الوعي. وبعضهم الأخر شعر بالخوف وقرر الهروب من الاختيار وعدم المجازفة.


بعض الناس يقرر الاختيار من دون علم، لمجرد أنه يجب أن يختار طريق يسلكه. والبعض الأخر يقرر اختيار الطريق لكثرة السالكين فيه، فينظر في كل طريق متفحصاً، فيري أن ثمة أثار أقدام في أحد تلك الطرقات، فيقرر أن يسلكه. هذا النوع من الناس للأسف لديه ثقة بالآخرين أكثر من ثقته بنفسه، فيقلد غيره وينطلق. تُرى إلى أين ذهب؟، وهل وصل إلى هدفه؟ هل حقق النجاح الذي كان يتمناه أم كان الفشل مصيره الأخير؟


هؤلاء هم أغلب أصناف الناس، هم الذين يسيرون على أثار أقدام من سبقوهم. هؤلاء هم من يدخلون المطعم فيطلبون من الطاهي أن يقدم لهم الطعام الأكثر مبيعا! هم يختارون فقط ما يختاره غيرهم، ويفعلون كما يفعل الآخرين. لكن الفرق بينهم وبين الأخرين الذين قلدوهم هو أنهم بالتأكيد لن يذهبوا إلى أبعد مما ذهب إليه هؤلاء، فحدودهم هي ما رسمها لهم غيرهم، ولن يتفوقوا أبدا عليهم. وكيف يكونون متفوقين وقد اختاروا أن يكون مقطورة في قطار طويل؟! هل سبق لأحدكم أن رأى مقطورة تسبق قاطرتها وتتفوق عليها؟ أليس المتفوق هو من يسبق الآخرين ويتقدمهم؟ لا تجعل نفسك مقطورة، كن أنت القاطرة، أو حتى كن خيلا جامحا بلا قضبان تحدد لك مسارك
.