وفد المخابرات المصرية يغادر غزة ويتوجه لإسرائيل لبحث تثبيت الهدنة

94

غادر وفد جهاز المخابرات المصرية قطاع غزة، مساء السبت 29 مايو/أيار 2021، متوجهاً إلى إسرائيل
، بعدما بحث مع فصائل المقاومة تثبيت الهدنة مع إسرائيل.

حيث قال مصدر فلسطيني مطلع إن وفد المخابرات العامة المصرية برئاسة مسؤول الملف الفلسطيني
اللواء أحمد عبدالخالق، غادر القطاع متوجهاً إلى إسرائيل عبر معبر بيت حانون (إيرز وفق التسمية العبرية).

المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أضاف أن الوفد عقد اجتماعاً مع قيادة حركة “حماس”،
وآخر مع الفصائل الفلسطينية، بحث فيه الجانبان عدة قضايا منها تثبيت التهدئة مع إسرائيل وإعمار
غزة، والترتيبات الأمنية لزيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل.

ثالث زيارة مصرية لغزة

كان الوفد المصري وصل إلى غزة، الجمعة 28 مايو/أيار الجاري، في زيارة هي الثالثة منذ انتهاء
العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع قبل أسبوع، إذ جرت الأولى في 21 مايو/أيار الجاري، والثانية
في الـ23 من الشهر نفسه.

وفق مصادر فلسطينية، يصل كامل إلى غزة، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، لبحث تثبيت وقف إطلاق
النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، وإعادة إعمار ما دمرته تل أبيب، وملف الأسرى
الإسرائيليين لدى “حماس”.

​​​​​​ كما أنه من المقرر أن يزور كامل، الأحد، تل أبيب؛ للقاء مسؤولين إسرائيليين هناك، ومن ثم يتوجه
لمدينة رام الله؛ للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية
ماجد فرج، وعدد من المسؤولين الفلسطينيين.

بينما لم يتسنَّ الحصول على تعقيب رسمي من السلطات المصرية بشأن ما ذكره المصدر الفلسطيني.

يشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” تحتفظ بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال
الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا غزة
في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.

وزير خارجية إسرائيل في القاهرة

في السياق ذاته، من المقرر أن يصل وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إلى العاصمة المصرية
القاهرة، الأحد 30 مايو/أيار 2021؛ لبحث ترسيخ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب إعلام عبري.

إذ قالت قناة “كان” الرسمية، السبت، إن “الحديث يدور حول أول لقاء علني ورسمي بين وزيري
الخارجية الإسرائيلي والمصري في القاهرة منذ عام 2008″، مشيرة إلى أن تلك الزيارة ستتزامن
مع زيارة يجريها رئيس المخابرات المصرية إلى رام الله ومنها إلى قطاع غزة.

في حين لم تضف القناة مزيداً من التفاصيل حول القضايا التي سيتم بحثها خلال زيارة أشكنازي
للقاهرة.

إلا أنها سبق أن ذكرت، الأربعاء، أن مصر دعت كلاً من إسرائيل وحركة “حماس” والسلطة الفلسطينية
إلى إجراء محادثات غير مباشرة في القاهرة؛ لترسيخ وقف إطلاق النار.

ووقتها قالت قناة “كان” الرسمية إن المحادثات التي لم يحدَّد موعد انطلاقها، ستركز على محاور،
بينها التوصل إلى اتفاق طويل لوقف إطلاق النار، وخطة لإعادة إعمار غزة، وإعادة أسرى ومفقودين
إسرائيليين لدى “حماس”.

في هذا الإطار، تشترط إسرائيل إعادة مواطنيها الأربعة قبل انطلاق أي عملية لإعادة إعمار قطاع
غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني، وتحاصره تل أبيب منذ صيف 2006، وفق القناة الإسرائيلية.

وقف إطلاق النار

كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة
ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية
ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث
يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.

إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية
وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.

هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل،
أسفر عن 281 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة،
منها 90 صُنفت على أنها “شديدة الخطورة”.

في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية “كبيرة”، وأدى
إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى
تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف
بعض المطارات لأيام طويلة.

كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة
ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة “باب العامود
” والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات
فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية
عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.