المتحف المصرى على رأس قائمة ترشيحات “اليونيسكو” لمواقع التراث العالمى

896

وافقت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏(اليونسكو) على ترشيح المتحف

 المصرى بالتحرير، لتسجيله على القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمى المصرية، كممتلك ثقافى

 يعبر عن تراث إنسانى بما يحويه من قيم معمارية وتاريخية وعلمية وثقافية طبقا للمعيار الرابع

 والسادس لتسجيل مواقع التراث العالمى. 

 

وذكرت صفحة ملف المتحف على الموقع الرسمى للجنة التراث العالمى باليونسكو، أن الوفد الدائم

 المصرى باليونسكو أضاف فى فبراير الماضى ملف ترشيح تسجيل مبنى المتحف المصرى بالقاهرة

 على القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمى المصرية.

 

وأشارت إلى أن المتحف المصرى بالتحرير يعد عملا معماريا استثنائيا قام عليه المعمارى الفرنسى

 مارسيل دورنون الذى شيده على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية، مع الحفاظ على الطابع

 المصرى كمصدر للهوية الثقافية المصرية، كما حاز المتحف المصرى على مكانة كبيرة خاصة بين

 الأفلام الوثائقية والسينمائية العالمية كمصدر للتراث الحى.

 

تاريخ ذاخر

ويعد المتحف المصري بالتحرير من أهم المتاحف الأثرية فى العالم، والذى ترجع أهميته لكونه أول متحف

 صمم ونفذ منذ البداية لكى يؤدي وظيفة المتحف، عكس ما كان شائعا في أوروبا من تحويل قصور وبيوت

 الأمراء والملوك إلى متاحف، بالإضافة إلى ما يضمه من مجموعات أثرية مهمة تعد بمثابة ثروة هائلة من

 التراث المصرى لا مثيل لها في العالم.

 

ويرجع تاريخ إنشاء المتحف المصرى بعد فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسى شامبليون عام 1822

 فكانت النواة الأولى لإنشاء متحف ببيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة وسط القاهرة، حيث أمر محمد

 على باشا عام 1835 بتسجيل الآثار المصرية الثابتة، ونقل الآثار القيمة القطع الأثرية المكتشفة له وسمي

 بمتحف الأزبكية وأشرف عليه رفاعة الطهطاوى.

 

آثار غنية

وتم اختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التي عثر عليها أثناء بعض الحفائر

 مثل آثار مقبرة (إعح حتب) وفي عام 1863، أقر الخديوى إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية،

 ولكن لم ينفذ المشروع.

 

وفى عام1897، وضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس للمتحف المصري الذي يقع فى الجانب

 الشمالي من بميدان التحرير وسط مدينة القاهرة الخديوية، وعام 1902 اكتمل بناء متحف الآثار المصرية

 ونقلت إليه الآثار المصرية القديمة من سراى الجيزة.

وتم اختيار تصميم المتحف من ضمن 73 تصميما تم تقديمهم  للمسئولين في ذلك الوقت، تقدموا للمسابقة

 وفاز تصميم المهندس الفرنسي مارسيل دورنون والذى شيده على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية

 الرومانية، مع الحفاظ على الطابع الفرعوني فالواجهة على الطراز الفرنسي تزينها لوحات رخامية

 لأهم وأشهر علماء الآثار والتي تميل بدرجة غير ملحوظة تحقق شكل صروح المعابد المصرية ومزينة

 بتمثالي الإلهه إيزيس وهي تلبس العباءة اليونانية الرومانية ورأس الإلهه حتحور والتصميم الداخلي؛

 حيث الأعمدة وما بينها من أقواس فهو مستوحى من التصميم البازيليكى للكنائيس والأديرة

 القبطية المصرية.

 

 

أشهر قبة

أما عن القبة فهي رمز للحضارة الإسلامية في التصميم الداخلي لقاعات المتحف فمدخل القاعات

 يحاكي ضريح المعابد المصرية، والحجرات تحاكي معبد إدفو، وعلى جانبي باب الدخول الخشبي

 تمثالان كبيران من الحصى لسيدتين على الطراز الرومانى، ولكن برؤوس فرعونية.

ويتكون المتحف المصرى بالقاهرة من طابقين ويعرض مقتنياته طبقاً للخط الزمني للحضارة المصرية القديمة، فقد خصص الطابق الأرضي منهما للآثار الثقيلة للمنحوتات مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية؛ أما الطابق العلوي فقد خصص للآثار الخفيفة مثل للمخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأواني العصر اليوناني الروماني وآثار خاصة بمعتقدات الحياة فى العالم الآخر، وكذلك المجموعات الكاملة مثل مجموعة توت عنخ آمون، ويضم المتحف عددا هائلا من الآثار المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعوني.

ويوجد فى الجانب الأيسر من حديقة المتحف مقبرة رخامية مصنوعة لـ(ضريح عالم الآثار أوجست ماريت) بناء على وصية مكتوبة منه فى إشارة لاكتشافه وحفظه الآثار المصـرية والمقبرة محاطة بتمثال له، وحول المقبرة توجد تماثيل نصفية لعلماء آثار مصريين مثل أحمد باشا كمال وماسبيرو وغيرهم، ويوجد في وسط الحديقة نافورة تحمل نباتي البردي واللوتس، اللذين يمثلان رمز مصر السفلى والعليا على الترتيب، إلى جانب مسلات ترجع لعصر الأسرة التاسعة عشر للملك رمسيس الثاني.